الـمـعـلــم بـيـن الأمـس والـيـوم

mainThumb

03-08-2009 12:00 AM

محمد مطلب المجالي

عندما يذكر المعلم أول ما نستحضره في أذهاننا قول أمير الشعراء:

" قم للمعلم وفه التبجيلا                           كاد المعلم أن يكون رسولا "

 

المعلم الذي يقضي حياته في إعداد النشئ إعدادا طيبا سليما وهو منبع العلم ووعائه الرحيب وسيله المتدفق تبقى ذكرياته تعيش في خلدنا من الصبا حتى الشباب ويبقى خالدا في نفوسنا نكن له كل الاحترام والتقدير اذا حضر, حضر الوفاء وفي معيته الخشية والوقار والأنفة , وكل معاني الفضيلة , هو المثقف الاول والرافد الاول للتعليم ولكن ما الأسباب التي دفعت الى تغير النظرة الى معلم اليوم ! حتى أصبح كائنا كئيبا يعيش على الهامش , تتقاذفه الأمواج حتى وصلت الامور الى الاعتداء عليه بالضرب وتوجيه الإهانة له من طلبته وغرس يده , وانتشرت هذه الظاهرة السيئة في مجتمعنا وتبدلت المفاهيم وبدل القيام للمعلم إجلالا واحتراما القيام عليه والنظرة إليه باستعلاء وازدراء, وكلا الأمرين بدايتهما حرف جر الاول يدعو الى التبجيل والتقدير والرفع من الشأن والثاني يدعو الى التقليل من القدر والحط من المكانة بالسب والشتم والتحقير .

من المسؤول عن هذه الظاهرة المقلقة والغريبة على أخلاقيات مجتمعنا ؟! هل هو المعلم نفسه وتقصيره بواجبه ؟ أم الظروف الاقتصادية والمعيشية؟ وما السبيل لانتشاله وإعادته الى سابق عهده وتوثيق الصلة بينه وبين طلبته وتلاميذه؟

أين قدسية هذه المهنة ؟ وأين المثل العليا التي تعلمناها ؟ ( من علمني حرفا كنت له عبدا ) , أم بقيت شعارات خاوية لم تخرج للنور وأجهضت وبقيت حبيسة الكتب والقراطيس؟ عشرات الأسئلة ومئات الاستفسارات , قد يكون من الأسباب التي ندركها الأساليب الحديثة التي ظهرت على السطح وتمارس وتحاصر المعلم وتجمده ضمن أطرها الضيقة وتفقده الثقة بنفسه وتقلل من قيمة الرسالة التي يحملها وتجعل مستقبله مجهولا , وتضيق الخناق عليه وتكبت حريته وتفقده الإبداع وتجعله يائسا حزينا .

إن الضرب غير المبرح ومعاقبة المسيء وتعنيف الطالب كانت هالة تحيط بالمعلم وتجعله محذور الجانب, صاحب هيبة و وقار وهالة بالإضافة للشخصية القوية , كل ذلك يبقيه خطا احمرا لا يمكن التعدي عليه او مساس جانبه.

أملنا أن يعود المعلم الملتزم المثقف الواعي الى سابق عهده ونعود نردد مقول أمير الشعراء:

قم للمعلم وفه التبجيلا...

وما أحوجنا الان الى ذلك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد