قادة اسرائيل .. زعماء أم قادة ألوية؟

mainThumb

01-05-2008 12:00 AM

اسرائيل تمر حاليا بفترة حساسة للغاية من ناحية استراتيجية - سياسية ، ففي غزة تبدو سيطرة حماس اقوى من أي وقت مضى ، وعملية الحوار الهاديء الجارية بين زعماء اسرائيل والسلطة تحظى بعدم ثقة من جانب الجمهور ، سواء بسبب خيبات أمل الماضي او بسبب الوضع في غزة ، وفي الخلفية ، وفوق كل شيء ، يوجد التهديد الايراني وتعزز الاسلام في العالم العربي ، واللذان يبثان بشكل مباشر تأثيرهما على النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني. حيال كل هذا تقف القيادة الاسرائيلية ، برئاسة اولمرت ، باراك ولفني ، امام معضلة شديدة ، ترافق زعماءنا منذ عشرات السنين: الى أي قدر ينبغي "إرخاء" الحبل للفلسطينيين ، فمن جهة ، الشخصيات الثلاث المذكورة معنية بتسوية في المرحلة الاولى وبسلام في المرحلة الثانية ، ومن جهة اخرى على تلك الشخصيات أن تحافظ على وضع امني معقول ، كي لا يتدهور ويؤدي الى اشتعال متجدد. للاسف ، رغم التصريحات الايجابية ، فان القيادة الاسرائيلية لا تعمل بالسخاء المرغوب فيه ولا تقوم بما يكفي من الخطوات الكبيرة التي يمكنها أن تحسن الوضع.

أولمرت ، باراك وليفني يعملون كقادة ألوية في منطقة نابلس أو رام الله ، فلقادة الالوية في الميدان توجد مهمة واضحة - منع العمليات - وهم بالفعل يقومون بعمل عظيم ، ومجرد حقيقة أننا يمكننا أن نتحدث عن مسيرة سلمية هي نتيجة النشاط اليومي للجنود في الميدان.

ولكن على القيادة أن تقود لا ان تكون مقادة بالاخطارات الامنية ، على القيادة أن تأخذ المسؤولية وان تقول لقادة الجيش الاسرائيلي: انطلاقا من رؤيا سياسية بعيدة المدى ، ورغم أن مهمتكم هي منع الارهاب ، فاننا نأخذ على عاتقنا المسؤولية ، ونأمركم بتنفيذ اعمال على الارض وإن كانت كفيلة بان تجعل الامور صعبة عليكم في المدى القصير ، الا انها ستؤدي في المدى البعيد الى تحقيق اهدافنا الوطنية.

الخطوات اللازمة يجب أن تنفذ في ظل الحفاظ على مبادىء الامن الجوهرية حقا: الرفع التدريجي للحواجز والسواتر في كل ارجاء الضفة والانتقال الى سياسة حواجز مبادر اليها ومتنقلة: نقل الحواجز الدائمة التي لا يمكن رفعها الى التشغيل في حالة "مفتوح بشكل عام" (هذه الحواجز ستغير نمط العمل من خلال تقويم الوضع أو عند وصول اخطار استخباري) ، تعزيز الاعمال في المحاور وحول البلدات ، احترام السيادة الفلسطينية في اراضيها قدر الامكان ، اعادة محاور السير في الضفة الى الاستخدام المشترك للفلسطينيين والاسرائيليين ، حث استكمال الجدار الامني ، تنفيذ تفتيش أمني لكل الوافدين الى اسرائيل في معابر الجدار الامني.

هذه ليست شعارات في الهواء ، بل هي خطوط عمل حقيقية ، يمكن تطبيقها ، وعلى القيادة أن تتغلب على الجمود الفكري بشأن الامن في الضفة ، محظور ان يكون الفحص فقط حسب عدد العمليات ، مع كل ما في هذا من صعوبة. علينا أن نفحص اذا كانت هناك فرصة للتوصل الى تسوية وسلام مع جيراننا ، واذا كانت الطريق الحالية يمكنها أن تؤدي الى اختراق ، فمحظور لاعتبارات داخلية تنبع من الخوف من دفع ثمن سياسي حزبي ، ان تقود استراتيجيتنا.

التاريخ يعلمنا بان الزعماء الذين عملوا بشجاعة ونفذوا خطوات ذات مغزى ، تلقوا ثقة الجمهور الذي يعرف كيف يقدر ذلك.

اذا استمر الوضع بالشكل الذي يتحرك فيه حاليا ، فان التدهور مضمون ، البديل لا يزال في ايدينا.

- المنسق الاسبق لشؤون الحكومة في المناطق
«يديعوت احرونوت»


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد