أبشروا فلسطين صارت حلماً

mainThumb

06-05-2008 12:00 AM

في حوار خاص أجرته معها صحيفة «الشرق الأوسط»، يوم الأحد الماضي، عملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس البحر طحينة، كما تقول العبارة المصرية الشهيرة.
فتحدثت عن النقاط الايجابية والغائبة عن الطرفين، وعن عزمهما - هي والرئيس بوش - على إعطاء الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي «تلك الدفعة الأخيرة التي يحتاجان اليها». ثم أعلنت، بثقة لا تُحسد عليها، «أنه سيكون هناك اتفاق في نهاية العام» لقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة. وزادت ان «قيامها والاعتراف بها لم يعودا محط تساؤل».

القضية الفلسطينية برزت أساساً كقضية لاجئين، وجرى مسخها عبر مشاريع السلام إلى مسألة حدود أراضي الـ67، وصولاً إلى اختزالها في السيادة على القدس، والمعابر. وفي حوار الوزيرة الأميركية صارت هذه التنازلات أمنية، وأصبحت حقوق الفلسطينيين مجرد أحلام ينبغي نسيانها. فهي قالت إنه «على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أن يدركا أن أحلامهما التاريخية غير ممكنة... أعرف أن لدى كل من الإسرائيليين والفلسطينيين معتقدات تاريخية... على الجانبين أن يقدما تنازلات عن بعض أحلامهما من أجل تحقيق الحلم الكبير».

اذن، نحن اليوم بحسب رايس ليس علينا أن ننسى أن جوهر الصراع هو قضية اللاجئين فحسب، بل نتعامل مع مطالبنا السابقة جميعها بصفتها مجرد أحلام. ويبدو أن مصطلح «الأرضية المشتركة للحوار» الذي تحدثت عنه كوندوليزا يعني في قاموس الإدارة الأميركية قبول الطرفين بمبدأ الأحلام، إسرائيل تحلم بالتوسّع، ونحن نحلم بالبقاء على بعض ارض فلسطين، وبين أحلامهم وأحلامنا يكمن الحل.

الحمد لله. بهذا التفسير الأميركي ستسهل علينا المفاوضات، وسنصل إلى «أرض الميعاد». فنحن نمتلك اكبر عدد من مفسري الأحلام. وما علينا الآن سوى تشكيل وفد من هؤلاء المفسّرين الذين تعج بهم الفضائيات العربية للجلوس إلى جانب الرئيس محمود عباس في المفاوضات المقبلة. فإذا جلس الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي، التفت المفسّرون الى «أبو مازن» وقالوا له: هاه يا أبا مازن ماذا رأيت البارحة في ما يرى النائم؟ فيرد عليهم: رأيت لجنة دولية تبيض لجنتين، بعد جولتين تفقسان ثماني، ورجل في القاعة يغني بالرفاء والبنين تكثر اللجان. فيهتف المفسرون: الله اكبر يا أبا مازن، سيسحق الصبر على أعصابه ويرتدي قميصه عثمان. لكن فرحة المفسرين لم تتم. فالشروط الأميركية تريدنا أن نحلم بالعبري لنحقق الأرضية المشتركة!

*نقلاً عن صحيفة "الحياة" السعودية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد