التعديل الوزاري والإعلام الأردني

mainThumb

27-02-2009 12:00 AM

التعديل الأخير الذي أُجري على حكومة المهندس نادر الذهبي رئيس الوزراء الأردني قد نال أكبر نصيب من التغطيات الصحفية في الأردن من أقلام الكتاب الصحفيين إلى التحليلات السياسية إلى تتبع أمر من يخرج من دار رئاسة الوزراء ومدة المقابلة بين رئيس مجلس النواب وبين الرئيس الذهبي إلى التوقعات بسبب تأخر حدوث التعديل الوزاري يوم واحد. كل هذا الإنشغال إن كان مبرر أو غير مبرر فهو يحصل دائما في شتى أنحاء العالم لكن عندما يكون التعديل لمواجهة مستجدات داخلية وخارجية على حد سواء وليس لتعديل لمجرد تعديل وإرضاء بعض الأطراف على حساب أخرى وكأنه تعديل من أجل رفع عتب.

إنشغال الإعلام الأردني بالتعديل الوزاري لمدة شهر قبل حدوثه أحدث إلتباس لدى المواطن الأردني وجعله في دوامة التفكر يوما بعد يوم حتى أوهم المواطن الأرني بأنه على مشارف تعديلاً وزارياً سوف يكون رداً على تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي سوف يرأسها نتنياهو لتستطيع التعامل مع هذا المستجد الإقليمي أو لتحقيق قفزة نوعية ولو بسيطه في حياته الإقتصادية ليتفاجأ بأن التعديل لا يسمن ولا يغني من جوع إنما هو لتخفيف الضغط النيابي على بعض الوزراء السابقين وإعطاء روح جديدة للحكومة لعدة أشهر قادمة قبل إقالتها وتشكيل حكومة أخرى.

وبعد التعديل الوزاري نقلنا الأعلام الى الثغرات في هذا التعديل وإلى أراء جبهة العمل الإسلامي وعدم رضاها عن هذا التعديل وأن هناك بعض النواب غير راضيين عن هذا التعديل بل تعدى أكثر من ذلك الى إحاطة المواطن الأردني بماذا فعل الوزراء بعد خروجهم وكأننا أصبحنا نرى أن إعلامنا الأردني من خلال الصحف وجد شيء يُشغل به نفسه وكأنه عرس وطني يجب على المواطنين الإحتفال به.

إن وسائل الإعلام في الدول المتقدمة إعلامياً والتي تمتلك خبرات وأقلام إعلامية هي التي تصنع الوزراء وهي نفسها التي تطيح بهم , فماذا كان سوف يخسر الإعلام الأردني إذا إستطاع إجبار الحكومة على تشكيل وزراء من مختلف الأحزاب الأردنية ونقل وجهة نظر جبهة العمل الإسلامي بالتشكيلة قبل حدوثها وليس أثنائها ولماذا لم يتم تسليط الضوء أكثر على وجهة نظر النواب المتخوفين أو الغير راضين على إجراء التعديل منذ البداية لنقلها الى الرئيس الذهبي لعلها تساعده في تحقيق توازن مرضي لجميع الأطياف السياسية وتكون مُلبية للمستجدات الإقليمية وليس بعدها , ولماذا ما زلنا نعيش يومنا ونكتب عنه دون كتابة ماذا سوف يحصل في يومنا التالي بناءً على هذا اليوم الذي عشناه.

إن الملهاة الإعلامية التي عايشنا إياها الأعلام الأردني تذكرنا بالملهاه الإعلامية التي كانت من قبل قناة فضائية عربية و التي شغلت العالم العربي بها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتركيز فقط على قطاع غزة متجاهلة للذي حصل أيضاً في نابلس ومصادرة الأراضي والنفق الجديد في القدس لحساب أجندة خاصة بها وعدم الإشارة لها أو تغطيتها إلا بعد حصولها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد