دماء .. وشعارات

mainThumb

30-12-2008 12:00 AM

ما ان بدأت الهجمة البربرية الشرسة على اهلنا بغزة هاشم انطلقت المسيرات الشعبية الحاشدة من كل العواصم والمدن العربية تندد وتحرق الاعلام الصهيونية وتحمل الشعارات الرنانة في موقف يعبر عن سخط الشارع العربي تجاه ما يحدث لاخواننا في غزة ثم تنفض هذه المظاهرات لتتجدد مرة ثانية وبنفس الصورة وهذا جهد مقدر جدا ويثمن لكن أليس من الأجدى ان يتبرع هؤلاء المنظمون للمسيرات بثمن الملصقات والقماش لصالح اخواننا في غزة الصمود بدلا من تذهب هدرا وتلقى على قارعة الطريق بعد انفضاض الحشد المهيب.

اين شعارات حماس التي كانت تلهب المؤتمرات الصحفية قبل اندلاع الهجمة الصهيونية على الابرياء في غزة اين المتباهين بالاسلحة والصواريخ العبثية التي وفرت لاسرائيل ذريعة امام المجتمع الدولي بحجة انها تتعرض لقصف وتهديد الصواريخ التي تطلقها حماس وبعض الفصائل على جنوب فلسطين المحتلة وتهدد حياة مواطنيها وهي في الحقيقة لا تسبب ذرة من الضرر التي تسببها قنابل طائرات العدو الهمجي. اين الرد المزلزل ؟ لقد وفرت هذه الشعارات الخاوية الدعم والتأييد الدولي لاسرائيل وجعلتها تظهر بمظهر الضحية وليس بمظهر الجاني المجرم. اين من يمتشقون الشعارات من العواصم الاقليمية خدمة لاجندة خارجية الا يكفيهم ما يجري هل بالشعارات تُحرر الاوطان ؟؟

هل بأخذ الناس رهائن الى ابادة جماعية من اجل شعارات رنانة يطلقونها وهم ينعمون بالفراش الوثير واضواء الاعلام.

كان من الأجدى بهم ان يطالبوا سوريا بفتح جبهة الجولان الصامتة منذ عقود طويلة لا ان يلقوا باللوم على مصر ويصورنها بالشريك المتأمر، يجب ان يتعلموا منطق التفريق بين سياسة الدولة وسياسة العصابات والمليشيات الملسحة للفصائل وكيف ان للدول ضوابط والتزامات !! مثلما سكتوا عن سوريا وايران بسب التقاء المصالح فيما يسمى بتحالف الشيطان في هذا الوقت. فليتعلموا كيفية عدم المزايدة على الاخريين. وايضا لماذا رفضوا دعوة الرئاسة الفلسطينية للاجتماع لتدارس الموقف ويعتبرونه استسلاما مع العلم انهم سوف يرضخوا في النهاية لهدنه مع اسرائيل وفق شروط العدو ومن ثم يجعلوا من الهدنة نصرا مبينا جاء لخدمة اهلنا ودعم صمودهم ..!

اليس غريبا ان يبادر وزراء الخارجية الاوروبين للاجتماع قبل وزراء الخارجية العرب ماذا ينتظرون الى الآن؟؟ هل ينتظرون ان توقف اسرائيل هجمتها قبل اجتماعهم فينسبونه لجهودهم.

مع ان الفضل يعود للاردن لانه اول من دعا لاجتماع عاجل وعقد قمة عربية طارئة في جهد سبق به الاخرين. ولكننا اصطدمنا بالبروتكول والشكليات حول الاجتماع بينما الناس تذبح.

ايعقل ان تبادر فرنسا بمبادرة للتهدئة لمدة 48 ساعة وتقدمها مكتوبة للعدو الصهيوني وهي بانتظار الرد منه .بينما وزراء الخارجية العرب يناقشون شكليات الاجتماع ومكان عقد القمة الطارئة.

فليصمت اصحاب الشعارات وليسمعوا نداء العقل وليعيدوا حساباتهم السياسية بعيدا عن العاطفة. ولينصر الله اهلنا على هذا العدو البربري.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد