جدوى إلغاء المراكز الثقافية

mainThumb

07-04-2009 12:00 AM

توجهت وزارة التربية والتعليم لإعطاء مدارس القطاع الخاص صلاحية إعطاء دورات التقوية بعد الدوام الرسمي ، حيث تصبح في نفس الوقت عبارة عن مدرسة صباحية ثم مركز ثقافي في الفترة المسائية ، وهذا ما يقوم بحل جزء كبير من مشاكل الطلب حسب رأي المعنيين بالشأن التربوي في وزارة التربية والتعليم مهما حاولنا إقناع أنفسنا فنحن لن نستطيع أن نخفي حفرة كبيرة بأصابع أيدينا العشرة ، فمشكلة دروس التقوية بحاجة منا لمعرفة أسباب توجه الطالب لتلك المراكز ، فحينما نمعن النظر نلاحظ أن عددا من المدارس الحكومية يعمل في تدريس بعض المواد معلمين غير متخصصين ، وخريجين لم يلموا بالمادة بالشكل المطلوب ، وحينما نوزع المواد على معلمي المدرسة بغض النظرعن قدرة المعلم وكفائته وخبرته ، فنحن نحمل بعض المعلمين ما لا يقدرون عليه .

فإن كان البديل مطروحا في المراكز الثقافية فمن الطبيعي أن يتوجه الطالب لذلك الخيار ، فكيف إذا علمنا أن بعض المدارس ينقصها حتى وجود المعلم في الجدول المدرسي وحينما نمعن النظر من زاوية أخرى ونجد أن الطالب يمسك بزمام العملية التربوية في الحصة بما كفلته لها الوزارة من حقوق سحبت بطريقة عشوائية من المعلم ومن إدارة المدرسة ، فأصبح المعلم في حصته يعجز رغم محاولاته عن ضبط الطلبة المشاغبين ، ولا يملك تحت وظيفته أي سلطة واقعية على الطالب سوى قوة الشخصية والبدنية فإن الحصة تصبح ساحة نزاع على السلطة بين المعلم والطالب ، وفي النهاية بجميع الإحتمالات تكون الحصة المدرسية هي الخاسر الوحيد ، و إن تم الإستعانة بإدارة المدرسة التي وظيفتها تتضمن التخطيط و التنظيم والتوجيه والرقابة فإننا نلحظ أن الإدارة المدرسية في واقعنا مشغولة بمشاكل الطلبة من تسرب أو مشاجرات أو تعطيل للحصة وغير ذلك في هذه الأجواء يفقد التعليم المدرسي جوهره وسحره وبريقه أمام أعين الطلبة في مدارسنا ويصبح همهم الحصول على البديل المناسب للحصة الصفية عن طريق المراكز الثقافية أو الدروس الخصوصية عند الأسر الميسورة .

ختاما ، هل حلولنا التي نتخذها تعرضت للتجربة والإختبار ومن ثم الإنتقاء ، فمن خلال نظرة بسيطة لتلك القرارت تجدها عفوية ، وعشوائية ، و تذكرني بذلك الطبيب الذي وصف خافض حرارة لمريض يشكو من ارتفاع حرارته ، وحينما توفي المريض اكتشف أن السبب الرئيسي هو التسمم ، وأن ارتفاع الحرارة عرض ظاهري فقط .

* معلم لمواد الإدارة المعلوماتية في عدد من المدارس الخاصة *مهتم وباحث بالشأن التربوي و التعليمي

hussammail@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد