جرح غزة

mainThumb

29-12-2008 12:00 AM

على موعد من الجرح الدموي نلتقي يا غزة الأبرياء،وعلى ألم نازف بالهموم نراك يا غزة الصمود ،لا اليوم بل كلّ يوم ،فأنت أنت ،لا شيء يعدلُك ، لا شئ يطاولك في الشموخ وفي التضحية،وفي تصيير الدموع إلى فرحة من عرس سماوي وزغاريد على الشهداء الذين قدموا للنضال والفداء والجهاد والعروبة والقوانين الالاهيّة شاهدا من العصر القابض باستحياء على الدم العربي .

على مسرح يا غزة من الهموم والآلام المشعة قدرا جديدا من الصبر نبكي معا لأنك منّا ونحن جميعا منك من جرحك ننزف ومن صبرك نتعلم أخلاقيات الصبر ، من دمك نعيش ومن كبريائك نعلو في الكلام ونعلم أنّ الله حق وأن الله ليس مخلفا وعده وأنت تعلمين الصابرين كيف يولد الصبر من ألم الجراح ،وكيف تنتزع صور الشهادة من دم الأطفال يا غزة. ما عاد في الذاكرة غير الدعاء وما عاد من مشهد الانتصارات الا انت فلك العزّة والكبرياء وأنت تبنين جسرا فولاذيا من دم وحديد بينك وبين جرح بغداد ،وتنثرين على أول المصعد تجاه السماء آلافا من الأحياء عند ربهم يرزقون ،ما ذنبهم إلا أن قالوا على هذه الأرض ما يستحق العناء ،خلقنا هاهنا ولدنا هاهنا عجنّا من هاهنا ،زيتوننا فلسطينيّ والجذر عربي وزهره زهر من الجنة لونه حنطي، وترابه قد تخضل من دم عمر وخالد ولهذه الأرض قد غنّى آلاف الشعراء.

على موعد يا غزة من الانتصار جد قريب لابدّ بأذنه تعالى أن نلتقي ،فلك الرضا كلّه ولك الاعتذار أشرفه وأنصعه ،ولك دعاء الأيتام ودمعة الأرامل عند أول الصبح وأخر الليل إذا ما الفجر تنفس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد