غزوة الشيب الابيض في رأسي

mainThumb

29-10-2008 12:00 AM

يجادلني الزمن ساعات وسنين لما قدمه لي وانا اعاتبه لما قدمه لي من نكسات وويلات مرت من خلال جبال واودية سحيقة لم اعرف طعم الهناء فيها كانت البدايات منذ الصغر عندما كان شعر رأسي اسودا عندها لم اعرف سوى فصل الصيف ووضح النهار لانني اجهل واخشى من المستقبل والظلام .

بدأت حياتي من بيت مهجور في اسفل الجبل حيث كان يلازمني الجهل ورائحة خبز الطابون ولم اسمع بحياتي عن اعلى الجبل ولم اعرف ولم احاول التسلق اليه اصلا.

ولما جاء الريعان والاقحوان في موسم مبكر صعدت الى اعلى الجبل ويا ليتني لم اصعد فكانت البداية الحزن عل مشوار من الزمن قضيته في اسفل الجبل بعيدا عن الرقي والفكر والحضارة.

وعندما اجبرني والدي للذهاب الى المدرسة ببنطال واحد توارثته عن اخوتي الذين اكن اليهم كل الاحترام الذين لولاهم لما وصلت لما انا فيه كنت في غاية من السعادة كوني اتقاضى خمسة قروش يوميا وكنت اوفرها تباعا لكي ابدا اسبوعي بمبلغ وفير يصل احيانا لثلاثين قرشا والحمد لله. على الرغم من المصاعب التي مررت بها في حياتي الا انني لم استطع التمييز بين عذوبة الحياة عندما يرافقها شيبا ابيض وما بين قساوة الحياة عندما يقابلها شيبا اسود .

لما أعدت الحياة عدتها وجهزت جيوشها سرى في شعر راسي الشيب الأبيض من جميع الجهات فأصبحت اناجي امي وابي هل من مغيث؟ هل من دواء يزيل هذا البياض؟هل تجاوز عمري الثمانين دون ان ادري؟من اين جاء ؟ كل المحاولات والتساؤلات باءت بالفشل للقضاء على هذا الشيب الابيض .

ولما كشف الزمان عن القناع كانت الطامة فانتصر الشيب الابيض وارتفعت اسهم الانتصارات فلازمني النصر والفخر بذلك الشيب الحبيب فذلك الوقار جاءني من وراء الشيب .اقر بهزيمتي امام الشيب وانا رافع الرأس فالسنين الغابره شاهدة على العصر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد