صحيفة السوسنة الأردنية

....بداية ...لا بد من الإشارة أني ( وللأسف وسوء الحظ ) لا تربطني أي نوع من العلاقة الشخصية او المعرفة المباشرة مع معالي الدكتور خالد الكركي ...رئيس الجامعة الأردنية ...مما سيدفع عني تهمة النفاق لهذا الرجل الكبير في علمه وأخلاقه وفهمه المتحضر والمواكب لروح العصر والديمقراطي دائما في كل المواقع التي تسلمها ... فقد طالعتنا الأنباء عن قرار اتخذه معالي الدكتور / خالد الكركي ..رئيس الجامعة الأردنية ...بتأسيس اتحاد طلبة الجامعة الأردنية ...وأن انتخابات ستجري بتاريخ 18 / 11 / 2008 م لاختيار ممثلي الطلبة في ادارة اتحادهم العتيد المزمع انشاؤه ...وما يفرح في هذا الخبر أن رئيس الجامعة قد أشار الى أن كل الأعضاء في الهيئات المسؤولة في الإتحاد ستكون منتخبة انتخابا حرا ومباشرا ونزيها دون اي تدخل من ادارة الجامعة ودون تعيين اي عضو في تلك الهيئات كما كان متبعا خلال السنوات الماضية .

وهنا لا بد من توجيه الشكر الجزيل والتحية المفعمة بالتقدير والإحترام للدكتور خالد الكركي على هذه الخطوة الرائدة على طريق تكريس الممارسة الديمقراطية داخل اسوار الجامعة الأردنية التي هي بحق " أم الجامعات الأردنية جميعا " ..الحكومية منها والخاصة ...فهي تعتبر ذلك الصرح العلمي والأكاديمي الكبير والعريق ...والذي ستقتدي كل جامعاتنا ومعاهدنا بخطواته ...كون الجامعة الأردنية تمثل القدوة لباقي الصروح العلمية في بلادنا .

لقد عانت الحركة الطلابية في الجامعة الأردنية وغيرها من الجامعات في بلادنا الكثير من الغبن والظلم والتهميش والتشويه بسبب حرمان الطلبة من ابسط حقوقهم في تأسيس منظماتهم النقابية ( الطلابية ) وبسبب التدخل السافر والمرفوض من قبل ادارات الجامعات والمؤسسات التعليمية بشؤون الطلبة وممارسة مختلف الضغوط عليهم من خلال التدخل بانتخاباتهم وتعيين اعضاء في هذه الهيئات ...مما يعتبر مخالفة صريحة وفاضحة لأبسط حقوق الطلبة .

ان اقل ما يمكن ان توصف به تلك التدخلات انها كانت خرقاء وغير مسؤولة ...وقد أدت فيما أدت اليه الى تدمير الحركة الطلابية في بلادنا وجعلها تعود القهقرى لسنوات عديدة الى الوراء ...وأصبحنا نسمع ونرى ما يحدث في جامعاتنا من تصرفات لبعض الطلبة على خلفيات عشائرية متخلفة وإقليمية بغيضة ...وما كان لمثلها أن يحدث لو كان هناك الحد الأدنى المطلوب من الديمقراطية في العمل الطلابي داخل اسوار تلك الجامعات ... إن الخطوة الرائدة التي اتخذها رئيس الجامعة الأردنية ستفتح الباب على مصراعيه للحركة الطلابية الأردنية ولتمكينها من ان تعود الى سابق عهدها ...حركة طلابية ديمقراطية تساهم مساهمة كبيرة في التأسيس لمجتمع مدني بمؤسسات ديمقراطية حقيقية بعيدا عن الوصاية والهيمنة من أية جهة كانت ...ويبقى الأمل يحدونا بأن تحذو باقي الجامعات الأردنية حذو الجامعة الأم بإعطاء الفرصة لطلابها لاختيار ممثليهم في قيادات اتحاداتهم بعيدا عن تسلط هذه الإدارات وبعيدا عن العقلية العرفية التي تعودت هذه الإدارات التعامل بها مع طلابها ...وكل التحية مرة اخرى الى الدكتور / خالد الكركي ...رئيس الجامعة الأردنية

Atef.kelani@yahoo.com