لدولة أحمد عبيدات .. ( وينك ) يا باشا ؟ ! .

mainThumb

20-05-2009 12:00 AM

حين تتعـّرى النشمية ، ويذوي الدحنون في وجنتيها ، وحين (يشقـّق) الظمأ شفتيها ، ويموت الضياء في عينيها ، ويصبح الجوع ( قـوّادها ) . حين تنكر ( عقصة ) جدتي لقسمها ، وتحنث همتها بيمينها ، حين يغادر الحناء ورائحة القمح (دامرها) .

حين يصبح أبناء سادة الأرض وفرسانها العبيد ، وأبناؤهم نواطير مزارع الوافدين !! ، وحين تصبح خيولهم وسيوفهم تماثيل وهياكل ، تزين عمارات الوافدين !! ، حين تصبح نساؤهم ماسحات لصحون الضيوف الوافدين ، وبناتهم حاملات لمناديل عشيقاتهم .

حين تنكـّـرت ( بساطير) الآباء ومعاطف الأجداد ، لدروب الهوى ، ولليالي كانون ، حين ما عادت آذاننا تطرب لــ ( شرّة ) مزاريبنا .

حين غادرتنا أسراب السنونو ، واجتاحت عرائشنا وحواكيرنا الغربان والفئران. حين ماتت بيادرنا ومحاريثنا ، وعلا الصدأ مناجلنا ومذارينا ، وخوت خوابينا وجيوبنا ، حين ما عادت لأرضنا العطشى رجفة فرح للوسم .

حين لم تبرق سماؤنا ، ولم يتجاوب الرعد في أنحائنا ، حين غادر العطر أزهار شيحنا وقيصومنا ، حين جفت راحوبنا ، ونسيتها الواردات ، وتاهت عن جوابيها خيولنا . حين شربنا الماء دبقا ، مخلوطا برائحة البغاء ، وغنج العاهرات .

حين غادر الحمام مرجنا ، وصار الموجب وجعنا ، وما عاجت عجلون على دربنا ، وما نصبت في الشوبك شباك عشقنا ، حين غارت في الغور أحلامنا ، وماتت على شط بحرنا أمجادنا حين تنمرت جراؤنا ، وعلقت بأعناقها نياشين نصرنا . حين ما عاد في الكورة فلاح يصدح :

منجلي يا من جلاه ؟ راح عـ (الصايغ ) جلاه

ليردد خلفه فلاح في الكرك:

ما جلاه الا بعلبة والعلبـــــة صارت عزاه

حين ثكاثر حلقي الرؤوس ، برطنهم.... وأطواقهم ....وأساورهم ... وعولمتهم ... وعيونهم التي ما كحـّلتها أطراف حوران ، ولا أستظلت بوارفات عجلون ، ولا شهدت ( داعج) مطر على سفح شيحان . ولا أغمضها غبار معــان ، ولا تلاعب برموشها ندى البلقاء . نذكرك سيدي ( الباشا ) ، كما نذكر وصفي وهزاع .ونقول كما كل الأردنيين الخائفين، المنزرعين في رحم الارض ، القابضين على جمرها :

آه يا وطن ، أضاعوك وأي وطن أضاعوا !!!! ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد