تخفيض الاسعار

mainThumb

02-11-2008 12:00 AM

أحسست بأن جسدي قد مدّ، بدون تدخّل مني ،على مقعد إحدى السيارات، وبدأت أشاهد شرائط متّصلة بثّت على شاشة ذاكرتي عن حوادث الموت كانت قد سجّلت في الذاكرة على مدار عدة عقود في المشوار البطئ إلى مقبرة أم الحيران.
مشوار لفّه هيبة ورهبة وهيئة الموت وجلال الموقف. اتكأت على جدار أيضا ميّت، حيث انتظرت بعد الصلاة على الجثمان مع رفيقيّ أن ينتهي العمال الثلاثة من حفر قبر عمره 23 سنة يعود لوالد المتوفى (المرحوم أبو فوزي). ورغم أن عملية الحفر قد استغرقت ثلاث ساعات ، إلا أن الجميع كان ينتظر لحظة وصول أدوات ألحفر إلى البلاطات (الرخامات) التي شكّلت سقف سكن والد المتوفى طيلة أكثر من عقدين من الزمن !.
كنت أرصد عيون وحركات إخوة المتوفى وحفيد المرحوم أبو فوزي!. كان الحفيد يحمل بيده، التي ما هدأت وهــــي ترتجف مثل عصفور قد وقع في الأسر ،كيسا ليضع ما تبقى من جثة جده به!. تخيّلت أن أرى جثة كاملة كما روي إلي عن جثث كشف عنها بعد عدة عقود، أو هيكلا عظميا أو أي شيء آخر... أزيحت الرخامة الأولى، ثم الثانية ، ثم الثالثة... ولم نشاهد سوى عظمتين صغيرتين، وقفصا صدريا تآكل كله وبقيت ريشتان صغيرتان منه وجزء من الجمجمة بحجم شيء يوضع في كف واحدة...!!! . استقرت تلك الموجودات في قاع الكيس وكأنه لم يوضع فيه شيء!!! مررت بعيني على وجوه كل الواقفين ، كانوا سكارى... وما هم بسكارى!!! . أين ذهب الكفن وتلك الجثة الهائلة ؟فهل من يتعظ ويخفض أسعاره قبل ذلك ألموقف العظيم ؟؟؟
shafiqtdweik@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد