أقلام للإيجار

mainThumb

03-11-2008 12:00 AM

قبل ثورة الإنترنت ( والسي دي ) كانت محلات الفيديو تعرض افلام للايجار وكانت افلامها تفسد المجتمعات وتغيب عقول الشباب وتغير القيم والمفاهيم لدى الناس واليوم الذي يعرض للايجار ليست افلاما بل اقلاما فالفرق ليس كبيرا بينهما لا من ناحية الكتابة النحوية او من ناحية تأثيرهما على المجتمع فكلاهما يفسد المجتمع ويغيب العقول لكن الاقلام المأجورة اكثر خطرا لانها تغير الحقائق ، تخون الامين وتؤمن الخائن تشكك الناس في معتقداتهم وانتماءاتهم وولائها لمن يدفع اكثر مسكين هذا القلم اصبح مطية لكل من اراد الشهرة او الثروة وقع بين ايدي اناس لا يقدرون قيمته ولا يعرفون اهميته كل همهم ان يستخدموه للوصول الى مآربهم الشخصية الدنيئة يشتمون فلان و ويمدحون اخر يرفعون من شأن هذا ويحقرون هذا وكأنهم وجدوا في القلم عصاهم السحرية لتخويف الناس والمسؤولين .

اوجد القلم لهم اهمية مع انهم لا يستحقونها وصنع منهم بشرا مع انهم لم يصلوا لدرجة الآدمية صنع منهم ادباء وكتابا مع انهم اجهل الناس واقلهم ثقافة لقد ابتليت الساحة الثقافية بأنصاف الكتاب ولا اقول كتابا لانهم لا يعرفون من الكتابة الا النصف المتعلق بالصياغة والتحرير فاقدين النصف الاخر المتعلق بالادب والاخلاق هؤلاء اصبحوا عبئا على الادب والثقافة اوغلو في استغلال اقلامهم متناسين رسالة القلم السامية في نشر الادب قبل الثقافة والاخلاق قبل المعلومة لان الثقافة اذا جردت من الادب والاخلاق كان تأثيرها كارثيا على المجتمع اني اذا استأجرت سيارة سياحية يحق لي ان اوجهها كيفما اشاء وافعل بها ما اشاء وكذلك هم اصحاب الاقلام المأجورة يوجههم مستأجرهم كيفما يشاء يستخدمهم في نشر سمومه في المجتمع وفي بث الفتنة والعنصرية وتهديد الوحدة الوطنية في مقابل ثمن بخس (مهما غلا هذا الثمن ) لا يهمهم الوطن اذا مزق والعرض اذا استبيح والأخلاق اذا ذهبت هذه الفئة من انصاف الكتاب يجب ان تراقب كتاباتهم لكي لا يشوهوا سمعة باقي الادباء والكتاب ولكي لا يفسدوا جيلا من الشباب نعمل جميعا ليلا ونهارا على تربيته وتنشئته تنشئة سليمة .

ولا يفهم احد من كلامي انني ادعو الى عودة مقص الرقيب ابدا فانا مع الحرية في الكتابة لكن الحرية المسؤولة التي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين والتي تراعي العادات والقيم والاخلاق لكل مجتمع ، فاذا راينا قلما شاذا ليس عنده الحس بالمسؤولية انتهازيا وزئبقيا وجب علينا ايقافه والرد عليه لئلا يتغول هذا القلم في الإفساد ويشعر بان له قيمة تذكر ان ما يعطي هذه الاقلام المأجورة الفرصة الذهبية لبث سمومها ونشر افكارها الضالة المضلة هو السقف اللا محدود من الحرية الذي وفره الإنترنت فاصبح من الصعب مراقبة هذه الاقلام ومنعها بل من الصعب في كثير من الاحيان معرفة اصحابها الحقيقيين فهم يتخفون خلف اسماء مستعارة ويكتبون من اماكن مجهولة كخفافيش الليل يتصيدون في الماء العكر هاربين من المسؤولية الاخلاقية والادبية والقانونية المترتبة على كتاباتهم لذا وجب علينا التنبه لهم والتحذير منهم ان من اهم اخلاق الكاتب الثبات على المبدأ وعدم التنقل يمينا وشمالا حسب الاهواء والمصالح لان من شأن الثبات على المبدأ ان يعطي الكاتب مصداقية عند قرائه ويجعل من كتاباته تلاقي قبولا عند كافة فئات المجتمع ولا يتعارض الثبات على المبدأ مع تغيير الراي في بعض الاحيان لان الكاتب يبحث عن الحقيقة اينما وجدت فيجب عليه ان يغير رايه ان وجد انه على خطأ او وجد ما هو اصوب من رايه فلا يكون متعصب الرأي متشددا لا يقبل بالراي المخالف بل عليه ان يضع نصب عينيه المقولة القائلة رايي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب فيدور مع الحقيقة حيث دارت ويأخذها حيثما وجدها حتى لو وجدها عند من لا يحبه او يميل اليه فالحق احق ان يتبع ان زيادة الوعي والثقافة لدى القارىء هو السلاح الامثل لمواجهة هذه الاقلام المأجورة لان من ليس لديه وعي وثقافة سهل غسيل دماغه وزرع الافكار الهدامة فيه وهؤلاء هم الارض الخصبة التي يجد اصحاب الاقلام المأجورة ضالتهم فيها فيبذرون بذارهم فيها ، فاحذروا هذه الاقلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد