صحيفة السوسنة الأردنية

تصادفنا في حياتنا اليومية الكثير من المواقف والأحداث ، فمنها ما يكون مضحكا ومنها ما يكون محزنا ومنها ما يكون مؤلما ، قتتنوع تلك المواقف بتنوع أحداثها، ومن تلك المواقف والأحداث التي رأيتها واختلطت بها عن كثب، رؤيتي لما يسمى بـ (المجتمع الكونترولي)، ذلك المجتمع الذي يسمى الفرد به بـ(الكونترول) وهو ذلك الشخص الذي يمضي يومه واقفا في الحافلات والباصات من أجل جمع اجرة النقل ممن يستقلون تلك الوسائل الخاصة بالنقل.

اكتشفت مؤخرا بان لهؤلاء الجماعة (الكونترولية) مجتمعا خاصا بهم يختلف عن أي مجتمع آخر، له أسماؤه والفاظه ومعاملته الخاصة، حتى أن هناك كلمات وألفاظ لا يمكن فك شيفرتها ورموزها إلا كل من هو (كونترول).

كنت قد قررت قبل أيام بأن أترك سيارتي مركونة في (كراجها)، وأستقل إحدى الحافلات من أجل الذهاب الى العاصمة الحبيبة عمان، وما ان وصلت (مجمع الشرق الأوسط) حتى بدأت أنتقل من باص الى باص لكي أصل الى وجهتي المطلوبة، وكان لصعودي في تلك الباصات كل الأثر للتعرف على ذلك المجتمع الغريب، ذلك المجتمع الذي رأيت به أسماء غريبة متنوعة فأحدهم كانوا ينادونه(الط?Zير) والاخر كان اسمه (المهلهل) وآخر كانوا ينادونه (الز?Zير) وواحد آخر كان اسمه (البرنس) ،فمن مميزات ذلك المجتمع أنه لا يعترف بالأسماء الحقيقية لأصحابها وله كلماته ورموزه التي تحتاج الى (شيفرات) خاصة لفكها وتحليلها.

أتخيل لو أنه كان لاعضاء ذلك المجتمع (الكونترولية)مجلسا خاصا بهم يصل اليه العضو (الكونترول)بالانتخاب، كيف سيكون حال ذلك المجلس؟ أظنه سيركز على نقاط أهمها زيادة اجرة النقل إلى الضعفين على اقل تقدير وزيادة عدد الركاب داخل الباص ليصل الى الثلاثة أضعاف، ومن ضمن المتطلبات الأساسية والمهمة ايضا أن تكون نسبة (الجنس اللطيف) داخل الباص (80%) والـ (20%) للجنس الخشن (الرجال).

أتخيل أيضا إن كان هناك انتخابات داخل المجلس الكونترولي من أجل انتخاب رئيس لذلك المجلس، أظن شخصيا أن من سيترشح لمنصب الرئيس سيكون (الط?Zير)وينافسه (أبو ليلى)، وفي نظري سيكون الفوز من نصيب (الط?Zير) ربما تسألون لماذا؟ لأنني رأيت (الط?Zير) بأم عيني يضع بجيب (بنطلونه الجينز)( الخلفية) من أجرة الركاب دون علم السائق، أما (أبو ليلى) فكان أمينا يعطي السائق تلك الاجرة أولا بأول، فبالتالي ودون أدنى شك ستكون رئاسة المجلس (الكونترولي) من نصيب (الط?Zير)، ربما عرفتم لماذا؟؟؟؟

muath_majali@yahoo.com