صحيفة السوسنة الأردنية

قبل عدة أشهر أطلقت صاحبة الجلالة الملكة رانيا حفظها لله مبادرة مدرستي ، هذه المبادرة القائمة على اساس المشاركة بين القطاعين العام والخاص لتحسين واقع المدارس الحكومية نحو الافضل ، فكانت جلالتها منذ اللحظة الأولى لانطلاق هذه المبادرة شعلة لا تنطفئ تنير لمن حولها الطريق ، وكانت القدوة التي يقتدي بها القادة والمسؤولين في العمل والعطاء ، فلم تألو جلالتها جهدا في شرح أهداف هذه المبادرة ، والعمل على توعية الناس باهميتها وانعكاساتها الايجابية على الطلبة ، فكانت افكار جلالة الملكة منهجا سار عليه القائمون على هذه المبادرة و تمثلت هذه الافكار في عدة محاور اولها البيئة المدرسية السليمة ، التي تعين الطالب على التحصيل العلمي وتوفر له الجو المثالي للدارسة والتفوق فاهتمت جلالتها بالبنية الاساسية للمدارس من صرف صحي وجدران ومقاعد وتمديدات صحية ومياه صالحة للشرب ، ولم تنسى جلالتها الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة فكانت هناك الممرات الخاصة والمعدة خصيصا لمثل ظروفهم ، فلم يعد الطالب يشغله عن الدراسة أي شاغل ، فاصبحت المدارس الحكومية المشمولة بهذه المبادرة تضاهي المدارس الخاصة اما المحور الثاني الذي بنيت عليه هذه المبادرة فهو الشراكة بين القطاعين العام والخاص في انجاح هذه المبادرة ، فكانت المرة الاولى التي يشترك فيها القطاع الخاص في مشروع ليس ربحي بل تنموي شعورا من هذا القطاع ان هذه المدارس ليست للحكومة بل هي للشعب ، فكانت امانة عمان ، ومؤسسة نهر الاردن و الجمعية الملكية للتوعية الصحية، و مؤسسة رواد، و جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز واليونيسف وغيرهم هذه المؤسسات الوطنية التي نكن لها كل شكر والعرفان لما قدمته من دعم لانجاح هذه المبادرة .

والمحور الثالث هو الطالب نفسه وذلك بتنمية روح التعاون و المواطنة لديه فتم اشراك الطلاب في العمل الميداني لينمو لدى هذا الطالب حب مدرسته وانها بيته الثاني يجب ان يحافظ عليها ، وبالتالي يتم تعزيز السلوكيات الايجابيه لديه ، وشعوره بالمسؤولية تجاه مدرسته ان هذه المبادرة الملكية الكريمة ما هي الى استكمالا لمبادرات الهاشميين الدالة على شعورهم بما يعانيه ابناء شعبهم ، فكانت من قبلها مبادرة التغذية المدرسية ، ومبادرة توزيع المعاطف الشتوية على الطلاب والمكرمة الهاشمية الكبرى بإعفاء جميع الطلاب من الرسوم المدرسية لهذا العام .... لقد انعمتم علينا ايها الهاشميين فحق لكم علينا الطاعة والولاء .

سيدتي جلالة الملكة ، اننا ننحي لكي اجلالا واكبار ، فقد كنتي القدوة المثلى لنا واثبتي انكي الام الحنون لاطفال الاردن ، الام التي تشعر مع ابنائها وتحس بالامهم ، لقد وضعتي سيدتي نصب عينكي ان تنيري دروب العلم لابناء هذا البلد فقد شهدنا زياراتك الميدانية للقرى والمدن ، وتواضعكي الذي قل نظيره في الاختلاط بابناء شعبكي كيف لا وابا الحسين قدوتنا جميعا سيدتي ان هذه المبادرة ما هي الا جزءا بسيطا من عطائكي الذ ي لا ينضب، فقد كنتي مدرسة لنا في الاهتمام بشؤون المرأة والطفل والعمل الاجتماعي التطوعي .