صحيفة السوسنة الأردنية

يبدو ان صور الاطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين قتلوا بابشع جريمة انسانية وابادة جماعية لشعب باكمله لم ولن تستطيع ان تحرك مشاعر وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا على استحياء من شعوبهم فصمتوا دهرا ونطقوا كفرا فبعد انتظار طويل لنصرة اهالينا في غزة الصامدة خرج جهابذة العرب ببيان وصف على انه هزيل وهذا الوصف يبدو فيه مبالغة فهم اصلا لم يخرجوا ببيان بل بوصمة عار على جبينهم لانه اذا لم تحركهم كل هذه البشاعة فمتى سيتحركون وهذا تكريس لمقولة الشارع العربي بان بعض ممن يسمون انفسهم زعماء هم لا يمثلون شعوبهم ابدا بل هم ويبدو الامر كذلك بأنهم متآمرون مع ما يحدث لشعبنا الابي في غزة وفعلا قد فضحهم اولمرت عندما قال بأن بعض زعماء العرب يحثونه على الاستمرار في حربه ضد هذا الشعب .

والغريب بأنهم حولوا القرار لمجلس الامن الدولي الذي هو اضحوكة اخرى على العالم فهم يعرفون وجميعنا نعلم بان قرارات الامم المتحدة بيد الفيتو الامريكي اللعين الذي لايفوت فرصة الا وأثبت للعالم كافة بانه الناصر القوي لاسرائيل ولم تستطيع بريطانيا ان تقف خجلة مما فعلته بدولنا العربية بل اصرت على مؤامراتها ضد العرب لتقف نفس الموقف الامريكي في الوقت الذي كان من المفروض منها ان تحاسب نفسها على مازرعته واقترفته بنا عندما اصدر بلفور وعده بانشاء وطن قومي لأنجس خلق الله في فلسطين .

وكان من مضاعفات هذا القرار هو مايعاني منه الشعب الفلسطيني ومنذ سنة 1948 ولغاية الان ولا نعرف الى متى ؟؟؟ فهل يتأمل الشعب العربي ان يجد الحل في مجلس الامن في الوقت الذي عجزت فيه الدول العربية التي هي اقرب للجرح من اصدار قرار ولو بالاستنكار او الشجب تجاه اناس يقتلون وبالمئات وهم جزء منهم بل وحتى مؤتمر القمة على مستوى القادة العرب تم ارجائه الى اشعار آخر !!!

اي مهزلة تمر بها الامة العربية !!! وكيف سينظر بعض القادة في عيون شعوبهم وكيف سيقنعون نساؤهم بالنوم معهم في الوقت الذي لم يستطيعوا اتخاذ قرار واحد في حياتهم !!! وكيف سيحمونهن لو تعرض لهن ذلك الغاصب الآثم اللعين الذي لن يوفر احدا .

في الوقت الذي كانت تدق طائرات العدو الغاشم اراضي غزة انقلب ذلك الاجتماع العربي الى وسيلة دعاية لمصر وانقلب الموضوع للدفاع عما أقترفته حكومتها عندما قدمت تلك المرأة الشمطاء ليفني والتي اثبتت انها من نسل غولدمائير وصرحت وامام وزير الخارجية وامام الصحفيين بانها ستدق غزة وتغير حالها ولم يلجمها معالي الوزير على فمها كعربي اصيل بل تركها تسترسل بالحديث وهو يحدق في عيونها ويبدو انها أجمل من عيون ام الغيط وارشق قواما .

تناسى ممن حضروا الاجتماع لماذا هم مجتمعون اصلا ونطق بعضهم للمطالبة بألغاء موتمر القمة واخرون طالبوا بتأجيله وأخرين نائمين ويحلمون بأعذب الاحلام وهم في حانات اوروبا ومع الشقراوات ويحتسون نخب تدمير غزة ويبدو ان المجتمعين ارادوا ان يعطوا الفرصة للالة الاسرائيلية حتى تكمل ما بدأته لان هذه الايام الستة لم تكفي لأبادة اهل غزة بل يحتاجون بعض الوقت لان شعب غزة ابدى كثير من الصمود ماستتحدث عنه الاجيال القادمة مئات السنين في الوقت الذي ستتحدث ايضا عن التخاذل والصمت العربي .

لقد خذلنا اجتماع اصحاب القرار للدول العربية هذه المرة ايضا وهزم الفيتو الامريكي والبريطاني القرار الدولي للادانة وتمت مساواة الضحية والجلاد بل وادانوا الضحية كمن يقول للشات عند ذبحها لماذا حزت رقبتك تلك السكينة فماذا انتم فاعلون ياشعب غزة ؟؟؟ !!!

نقولها لكم الله لكم الله لكم الله فمن يعتز بغيره ذل فلا ترجو من مؤتمرات القمم العربية اي خير لانهم مختلفون فيما بينهم وكل تلك المؤتمرات تنقلب الى تصفية حسابات ليخرج بعدها غربان تنعق هنا وهناك وحشرات يجب ان تداس بالاقدام تريد النيل من اشراف الدول العربية التي وقف قادتها وشعبها في خندق واحد وكانت جزءا لايتجزأ منه بل بدأوا بانفسهم لنصرة هذه القضية وكانوا مثالا للشعب في التضحية والعطاء .

رحم الله شهداؤنا الابرار واسكنهم فسيح جنانه ولانعزي شهداء غزة بل نبارك لهم نيل ذلك الوسام بل نعزي بعض الشعوب العربية بقادتهم الذين هم احياء جسد بلا روح .