صحيفة السوسنة الأردنية

إن المشاهد للدراما الأردنية في رمضان يصبه الامتعاض مما تحاول بعض شركات الإنتاج أن تسوقه, وهذا الامتعاض يتمثل في أن الدراما الأردنية ممثلة فقط في المسلسلات البدوية, والتي تكاد معظمها أن تكون خالية من الهدف والمضمون.

فعلى سبيل المثال القصة في اغلب المسلسلات البدوية تكاد تكون نفسها, فالبطل يجب أن يتعرف على محبوبة ويحبها لحد الجنون ويذوق الأمرين حتى يتزوجها.

والأدهى من ذلك كله أن الممثلين هم نفسهم في كل المسلسلات مع اختلاف الأسماء فقط.ناهيك أن هذه المسلسلات صورت المجتمع الأردني على انه مجتمع بدائي يعيش في بيوت الشعر ولغته هي القتل والذبح وعدم وجود روابط أو ضوابط لهذا المجتمع.

فعلى سبيل المثال مشاهد القتل والعنف والحروب التي تحويها هذه المسلسلات لها اثر نفسيا ووجدانيا سلبيا على المشاهد. هناك من يقول أن هذه المسلسلات تصور تاريخنا, هذا صحيح ونحن نفتخر بتاريخنا كأردنيين ,ولكن لماذا لا تركز الدراما الأردنية على مشكلات العصر الحاضر؟ والتي يعاني منها المجتمع الأردني كالمخدرات, وانحراف الشباب, وثقافة العيب تجاه الوظائف .

ما هو المطلوب من القائمون على الدراما الأردنية هو التركيز على تصوير الواقع الأردني كما هو, وتشخيص الأمراض الاجتماعية التي يعاني منها, ومحاولة إيجاد اقتراحات وحلول لهذه المشاكل. بالإضافة إلى جعل الأعمال الدرامية هادفة وذات مضمون ,وتسعى لتركيز سلوكيات وأخلاقيات إسلامية ووطنية.هذا بالإضافة إلى الارتقاء بالدراما الأردنية إلى مستوى المنافسة على الصعيد العربي.

أنا لا أنكر أن هناك مسلسلات بدوية رائعة ولكن نحن في القرن الحادي والعشرين نريد معالجة قضايا تتمثل في الحداثة في الطرح والمضمون. لا نريد دراما روتينية , ركيكة ,مجردة من أي مضمون ,كلها حشو فالمهم منها فقط أن نقول أنتجنا دراما. نحن نعتز ببيت الشعر وبدلال القهوة فهي من شيمنا, ولكن كفى تصورينا على أننا ما زلنا نعيش في العصر الجاهلي.

برأيي أن معظم المسلسلات البدوية أعطت انطباعا سلبيا عن المجتمع الأردني على انه بدائي, صدقوني إن العديد من زملائي من جنسيات عربية يسألونني هل انتم( الأردنيون) ما زلتم تعيشون في مجتمع البداوة؟. أنا لست مع توقيف المسلسلات البدوية ولكن أدعو إلى التنويع في الدراما الأردنية حتى ترقى بقيم و أخلاقيات مجتمعنا السامية.