لك الله يا غزة

mainThumb

04-01-2009 12:00 AM

لك الله يا غزة ...!! لك الله يا غزة ...!! و عظم الله الأجر ...!! لا أقولها لأهالي الشهداء ..لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون و لكنني أعزي الأموات فينا نحن الأحياء الذين نعتقد لوهلة أننا نمارس الحياة على هذه الأرض .. لنكتشف لاحقا مدى سذاجتنا و حمقنا ...!! ها هي غزة تصرخ و تئن و نحن ما زلنا في قمة انفعالنا نقف دقيقة صمت .. نندب و نشجب ... نحرق الأعلام .. و تحرق هي هناك ..!! ثم نعود أدراجنا بعدما نشعر أنفسنا أننا قد أحرقنا جمود الانهزام بداخلنا .. نعود لبيوتنا ... لأولادنا .. نحضنهم بينما الأولاد في غزة يحتضنهم الموت ... نبحث عن الدفء ..بينما يسكن البرد أجسادهم هناك ...نشاهد الأحداث عبر شاشات التلفاز ..بينما يعيشون الحدث .. يتنفسون رائحة الموتى .. !! نمارس رجولتنا الذكورية ... فيمارسون فن الشهادة و الصبر ...!! لك الله يا غزة في ليلك الطويل المظلم ... يقتلك سعال الأطفال و تلك الأنفاس التي تنسحب من تلك الأجساد ...!! و ها أنت تنظرين في وجوه من حولك .. لكننا و إن كنا قريبين فنحن غرباء ... ما بات الدم و لا اللغة تجمعنا ...!! إننا نمارس الكفر حتى و نحن في قمة سجودنا ...!! و رغم كل ما تعلمناه إلا أننا لم نحفظ سوى كلمة ( أضعف الإيمان ) و لطالما رددناها حتى ضاعت في عتمة الليل أحلامنا ...!! تاهت كلماتنا و نحن نلعن الأشياء في قلوبنا ... !! نشاهد فواجع الأمور على الشاشات بأعيننا و نغمضها خجلا و كأننا حينما نفعل ننتصر لإنسان مهزوم في داخلنا ... ما زال يحتضر من خيبات الأمل المتتالية و من الهزائم التي تأبى أن تغادر ذاكرتنا ...!! لك الله يا غزة ...!! أنّى لإنسان مهزوم أن ينصرك ...!! أنت تبكين دما و نحن ما زلنا نتفنن في نسج الكلمات و الهتافات و ما زلنا نمارس أضعف الإيمان ...!! غزة ... ! أنت الحياة ونحن الأموات ...!! فلك الله ...!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد