مقاومة خمس نجوم

mainThumb

04-01-2009 12:00 AM

لم يجانب الصواب حينما عبر الناطق الرسمي باسم جيش العدو الصهيوني عندما وصف قيادة حماس في الخارج بانها تطلق الشعارات من فنادق خمس نجوم في العواصم العربية التي يتحصنوا بها بعيدا عن ارض المعركة وان قيادة الداخل مختبئة تحت الارض.

لا ادافع هنا عن جيش العدو بل اطرح الموضوع بعيدا عن العاطفة فجثث الاطفال واشلائهم تستدعي منا وقفة مع الذات بعيدا عن عواطفنا وبعيدا عن الخطاب الاعلامي الممنهج والمدروس من قبل حماس هل من المصلحة ان تستعدي قيادة حماس في الخارج العالم العربي ؟ .

من المستفيد من هذا السجال الاعلامي تجاه العرب وتحريض الشعوب على الانظمة بحجة انها لم تقدم الدعم المطلوب لشعبنا المناضل والمجاهد في غزة. نعم ؛الموقف العربي الرسمي لم يتعاطى بذات التعاطي الشعبي نتيجة لحالة الضعف والخلافات العربية الداخلية.

اضف اليه العوامل الدولية التي تقف في وجهة العرب وتكبل ايديهم فليس امام العرب الا اعلان الحرب وهذا امر ليس بمقدور العرب فعله نظرا لحالة الموازين الدولية.او الوقوف موقف المتفرج دون فعل شيء واما الذهاب الى مجلس الامن لعله ينصفهم وهذا ما حصل.

لكن التحريض المستمر للشارع العربي باقتحام الحدود فمصر تعرف ان المعبر هدف سهل لن تتوانى اسرائيل عن قصفه وهذا ما حصل.

ان خوف مصر على جنودها يبرر لها ان تتخذ الموقف الذي تراه مناسبا تجاه فتح او اغلاق المعبر.

المراقب للتصريحات التي تصدر عن قيادة حماس في الخارج يلمس بما لا يدعو مجالا للشك انها مصممة على مواقفها ومتمسكة بالسلطة الى ابع الحدود.

وما دعوات الوحدة واللحمة الوطنية التي تصدر عنها ما هي الا خطاب اعلامي يهدف الى الاستفادة من الجميع وتوظيف كل الفصائل في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة لمواجهة العدوان ومن ثم تعود حماس الى ممارساتها السابقة في اقصاء الجميع وارهابهم.

كلنا يدعو الى رص الصفوف ومواجهة هذا العدوان الظالم وإلحاق الخسائر بجيش العدو والكل في غزة على اختلاف انتمائهم مطالبون بالصمود في وجه العدوان والمذبحة التي ترتكب في غزة نتيجة لصراعات اقليمية عربية وخارجية وظفت من خلالها حماس لجر القطاع الى هذه المذبحة التي لم يشهد لها تاريخ غزة مثيلا.

اعتقد انه من العدل ان نطرح تساؤلا مشروعا لماذا لا تشن قيادة حماس في الخارج هجومها على سوريا التي لم تحرك ساكنا على جبهة الجولان الصامتة صمت الاموات؟ فهذه فرصة لفتح جبهة ثانية على العدو؟ اين صواريخ حزب الله التي قال انه يمتلك 25 الف صاروخ لماذا لا يطلقها ويفتح جبهة الجنوب للجهاد المقدس الذي يتغنى به؟ مما يخفف الضغط عن اهلنا العزل في غزة الصمود.

بدلا من ترك الجبهه الشمالية هادئة مما سمح لاسرائيل بنقل قواتها الى قتل اهلنا بغزة.

اين الصواريخ الايرانية الفارسية التي طالما تغنت بها في الاستعراضات العسكرية وقدرتها على الوصول الى العمق الاسرائيلي؟ اين التصريحات النارية من قادة ايران وحلفاء حماس؟ ام ان الموقف الايراني هو تسخير حماس كورقة ضغط ومساومة لدى امريكا والمجتمع الدولي مما ادى الى تعزيز الانقسام الفلسطيني وادى الى فصل القطاع واخذ اهله رهائن الى هذه المذبحة الجماعية بينما قبع اصحاب التصريحات في اماكن آمنة ومحصنة؟ ان الذين يحرضون قادة حماس على بعض الانظمة العربية كان الاولى بهم ان يتقدموا الى ساحة الميدان ويعلنوا الحرب بدلا من جعل دماء غزة الطاهرة وسيلة للمساومة والمتاجرة بيدهم في دهاليز السياسة الدولية.

من يتابع تصريحات حماس في الوقت الراهن يعرف جيدا انها ما زالت تتقن مبدأ التناقض في التصريحات واعتماد لغة الخطابين الاعلامي الموجه لعواطف الناس الدينية ومشاعرهم الانسانية وخطاب رسمي يصرعلى مواقفهم السابقة لبدء العدوان الغاشم على اهلنا في غزة الا بية.وكما يتم الان تصوير ان مقاتلي حماس هم فقط من يتصدى للعدوان في اهمال متعمد لباقي فصائل المقاومة الفلسطينية التي تعمل على الارض حاليا مما يؤدي الى اقصاء هذه الفصائل والقوى حينما يتم التوصول الى وقف لاطلاق النار وهدنة باشراف دولي وهذا ما سيحصل عاجلا او آجلا. فلا يظن البعض ان هذه المعركة ستحرر القدس ولا هي التي ستزيل اسرائيل عن الوجود فهذا خطاب العواطف .

اعرف ان الجميع سيغضب من هذا القول لكن يجب ان نعلم ان ما حصل هو نتاج سياسة خاطئة جرعلى اهلنا في غزة مئات الشهداء وآلاف الجرحى هل نبقى نحتمي خلف الخطاب الديني ونطلق التصريحات من العواصم العربية بينما الناس تذبح وهذه العواصم التي يقيمون فيها لا تقدم غير الخطابات والتصريحات النارية وتسمح بتسيير المظاهرات بدلا من اعلان الحرب.

يكفي اهل غزة قتلا وتشريدا يكفيهم ألما وبؤسا..! ماذا قدمت لهم االمسيرات والتظاهرات هل منعت الة القتل عنهم.

هل من عاقل يجيب؟؟؟؟ لانريد في عالمنا العربي عراق ثان وصومال ثان لان الفوضى التي تدعو لها قيادة حماس وحزب الله امر خطير جدا.

فيجب ان تسخر كل الجهود على الارض لمواجهة العدوان البربري ومحاولة صده بما يتوفر من امكانات وعزيمة لحين وقف اطلاق النار.

الا تكفي مشاهد الاطفال القتلى والمصابين الا تكفي هذه من اجل تحرك عاجل لوقف العدوان لان المأساة تزيد بشكل جنوني. فالتهدئة قادمة لكننا لانريد لها ان تكون على اشلاء آلاف القتلى والجرحى والمشردين.

وكما عبر جلالة الملك عبدالله الثاني وان مجلس الأمن يجب ان يتخذ قرارا بوقف العدوان الاسرائيلي وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وان الأمن والاستقرار لن يتم لاسرائيل ما لم يحصل الفلسطينون على حقوقهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد