طمليه احسنت الاختيار!!

mainThumb

14-10-2008 12:00 AM

واخيرا الكاتب الصحفي الساخر محمد طمليه يجسد ما كتبه من ارهاصات وهواجس وخواطر للزمن المعطوب بمغادرته ترابية الارض الى شفافيته الروحانية راضيا مرضيا تاركا عناء الدنيا ومقارعة الزمن وسوء الحال والاوضاع على كافة مستويات الحياة اليومية التي ابت الا ان تكون ادبا ساخرا حد البكاء حتى تصل الى تخوم الفجيعة السوداء.

طملية ترك دمعة وداع واحدة وترك لنا بكائيات مزمنة ومستديمة بعد ان فتح الابواب المغلقة للسلوكيات الحكومية ومغاليق النفس الانسانية المتلاطمة والبائسة ساخرا منا جميعا في حياته وموته الملحمي دون ان يختم الروايات والمشهديات الكارثية التي لا زالت تسخر منا وبنا الى ما لا نهاية في دوامة فارغة لعقول قاصرة لا تأخذ بالمواعظ سبيلا ولا تستنير بالهدى الى جادة الحق والصواب.

طملية اتخذ القرار الصحيح وسلم اقلامه واوراقه للمجهول والمتعجبين ليمارس كل سخريته حسب المعطيات والقرارات الحكومية والانسانية.

طملية انتصر لنفسه ومات بطلا وهزمنا جميعا بعد ان كشف زيفنا واكد على سيكلوجيتنا المعقدة بالارهاصات والاحباطات والفصام اللامنطقي لاناس ولدوا عبثيين وعاشوا منفصلين عن ذواتهم ومتناقضين مع انفسهم حيث اصبح كل عضو فيهم يعمل باتجاه مغاير للاخر ومضاد له وبخطوط ساخرة وخطوات قاتلة.

الكاتب الصحفي الساخر منا جميعا محمد طملية اتقن سر سخريته دون عناء بعد ان علم باننا قوم يسهل السخرية منهم ونرتضي ذلك ليس سلوكا فقط بل ادبا يجسد للاجيال يسخرون ويبكون كما يشاؤون دون ان يتاح لهم ان يقفوا على اي مشهدية ممزوجة بالجدية بعد ان علموا باننا قوم يسهل عليهم السخرية والبكاء، فنحن من يشاهد اطفال العراق وفلسطين وهم يذبحون كالاضاحي وتسخر من ادوات الجلاد ونبيع الارض والوطن ونسخر من الثمن البخس ونعارض كل الاديان في احيان ونبني مسجدا بحجم السخرية الباكية بعدم النظر الى عدد المصلين الذين بالكاد يملأون سطرا واحدا من مساحة المسجد الذي شُيّد لمئات الصفوف.

طملية انت الحي الوحيد بيننا ونحن مجرد متلقنين امواتا غير مكرسين لغير السخرية لكل من استطاع سبيلا للفوضى في اعماقنا ليكتشف بكل سهولة اننا ادوات للسخرية في كل حين ومادة طيعة لها تتشكل كيفما يريد الساخر منا.

طملية وداعا واننا على موعد اكيد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد