صحيفة السوسنة الأردنية

ان ما يدور من حرب الكترونية بين السنة والشيعة على مواقع الانترنت لشيء تدمى له القلوب ويندى له الجبين فقد فتح اتباع المذهبين جرحا جديدا في جسم الامة الاسلامية المثخن بالجراح وشغلوها عن قضاياها الاساسية بجدل لا فائدة منه ، بل ان الخوض فيه قد يدخل في باب المحرمات شرعا لانه يزيد في فرقة الامة يجب ان لا ينسى اتباع المذهبين ان ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم فربهم واحد ، ودينهم واحد ، ونبيهم واحد ، وقبلتهم واحدة ، ويجب ان يعلموا علم اليقين ان قوتهم في وحدتهم ، وان الذئب يأكل من الغنم القاصية انها نصيحة اقدمها الى شيخي وعالمي الجليل الدكتور يوسف القرضاوي ان يطوي صفحة الخلاف مع علماء الشيعة ، لان اثر هذا الخلاف سيؤدي الى زيادة الهوة بين المسلمين من اتباع المذهبين ولن يلتأم الجرح اذا انفتح وقد يستمر الى اجيال قادمة .

اعلم ان من حق الشيخ القرضاوي ان يغار على السنة ويغضب من انتشار التشييع في المناطق السنية المدعوم ماديا ومعنويا من كبار علماء الشيعة ، لكن علاج هذا الامر لا يكون عبر صفحات الجرائد والانترنت بل هنالك طرق اخرى انجع وانجح منها الاجتماع بعلماء الشيعة ، نعم الاجتماع بعلماء الشيعة فالاجتماع معهم ليس بكفر ولا يعني اعتناق مذهبهم بل هو اجتماع مصارحة ومصالحة يتم في هذا الاجتماع الاتفاق على الغاء كلمة الروافض من قاموس اهل السنة ، والغاء مصطلح النواصب من قاموس الشيعة و على مناقشة الامور الخلافية داخل اروقة المؤتمرات والندوات لا على صفحات الجرائد والانترنت و على حسن الظن بالاخر الى ان يثبت عكس ذلك فالله وحده اعلم بالسرائر و لقد ألمني واثار حسرة في نفسي ما نشره موقع فيلكا اسرائيل الالكتروني من استعداد الحاخام عوفيا يوسف للتوسط بين علماء السنة ممثلين بالدكتور يوسف القرضاوي وبين علماء الشيعة ممثلين بالشيخ محمد علي التسخيري ودعوته لهما للاجتماع معا في مستوطنة معاليه ادوميم لحل الخلاف بينهما أوصل الخلاف بين المسلمين الى الحد الذي يعرض فيه زعيم حزب شاس اليهودي المتطرف الوساطة وعلى الرغم من قناعتنا ان دعوته دعوة خبيثة وهو يعلم انها مستحيلة لكنه بهذه الدعوة يظهر للعالم ان اليهود دعاة وحدة وانهم ليسوا اعداء السلام .

اتقوا الله يا علماء الامة من المذهبين لا تجعلونا مسخرة للعالم ولا تشمتوا فينا الاعداء فانكم محاسبون امام الله ولا تنسوا ان هنالك من ينتظر لكي يصطاد في الماء العكر ويوسع دائرة الخلاف ، لا تدعوا فرجة للشيطان يدخل منها الى قلوبكم فيزين لكم افعالكم ، عودوا الى رشدكم واعلموا ان ورائكم الملايين التي تتبعكم وتنتصر لكم فان اهتديتم اهتدوا وان ضللتم ضلوا وفي النهاية اقول كلنا سنة في اتباع سنة الحبيب المصطفى عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام وكلنا شيعة ( في اللغة المناصرة ) في الانتصار لعلي كرم الله وجهه ولال بيت الرسول عليه وعلى ال بيته افضل الصلاة والسلام اللهم وحد امتك واهدي علمائها ................ اللهم امين

Fd25_25@yahoo.com