طمليه .. عندما يكون القبر على مسافة خطوة
ذاك تلاطم في المشاعر التي تهيج في النفس لحظة قراءة خبر وفاة محمد طمليه الذي لن أكنيه هنا بأي كنية لا سيما تلك التي إسمها "زميل" على إعتبار أنني صحفي وأن الراحل كان زميلا، فمن قال أن محمد كان زميل أي منا، فأنا شخصيا لم أعرفه يوما زميل في مهنة الصحافة، هذه المهنة التي أوجعتنا من أبناء جلدتنا فيها قبل أن يوجعنا من هم ليسوا منها، نعم محمد ليس حصرا بنا، محمد كان للكل، لكل الناس، لكل الأردن، وحتى لكل الدنيا من نطق منهم بلغة الضاد ومن لم ينطق..
لم أر محمدا في حياتي سوى مرة من نافذة زجاج السيارة، لمحته حينها عندما كنت أنا وزميلة لي ذاهبين لتناول الغداء بعد يوم طويل من العناء والتعب في الصحيفة التي كان ذلك اليوم يوم صدورها الأسبوعي، فقلت لها من هذا الذي كدتي أن تقفزي من نافذة السيارة حتى تقولين له "مرحبا محمد"، فسألتني مستنكرة : هل حقا لا تعرف محمد؟! فجاوبت بدافع "الغيرة" والرفض لطريقة السؤال والغضب وكل مشاعر السخط : ومن هو محمد؟ قالت : محمد طمليييييييييه .. ومددت الياء كما أمددها هنا، حينها هدأت، فأنا سمعت عن محمد شغفه "البريئ" بالفتيات، وأكثر ما هدأ روعي أن صورته في ذهني صورة إنسان "فوق" العادة" تحت "الإنسانية"..
لم أحزن لربما على محمد بقدر حزني على وسط فقد واحدا كان علما في إنسانيته وسط كثيرون فيه فقدوا الإنسانية، لاهثون وراء كرسي في أعلى برج عاجي مبتعدين عن هموم الإنسان التي هي اصل ولادة الصحافة والكتابة بالضمير قبل القلم، وحزنت لأنك بت ترى من يقلبون الحلال حراما والحرام حلالا أصبحوا على بعد خطوة من العلا، فيما بات كل من يملك الإحساس على بعد خطوة من القبر ليفرط عقد صحافة الضمير وندخل بعدها في عقد صحافة البدلة وربطة العنق والبارفان على حساب قضايا الناس وهمومها ومشاكلها، فغاب بذلك أصل حكاية مهنة إسمها "الصحافة".
إذا ما سلمنا أن أصل العلل هو الكبت، فحكاية محمد مع "علّة" السرطان هي كبته وهمه، ذاك المرض اللعين الذي فتك فيما مضى بأعز الناس وما يزال، لا نعلم إذا ما كانت هنالك إستراتيجيات لنشر هذه العلة بين ظهراني شعوب كثيرة كما النار في الهشيم، ودليلها أن كل واحد منا بات على بعد مسافة خطوة من القبر وبرضانا.
يكتبون على كل علبة سجائر أن التدخين سبب رئيسي لمرض السرطان، وإذا ما قالت الأرقام كلمتها، فستكتشف أننا الأكثر تدخينا بإمتياز، فنحن إذن من يذهب الى القبر بإرادتنا، وإذا ما بحثت الأرقام في السبب ايضا، فستقول أن سبب غرسنا للسرطان في أجسامنا هو همنا .. قلقنا.. عبثنا .. بحثنا لربما عن المجهول في تلك الحفرة التي لها كلنا ماضون رغما عنا...
أعود إليك يا محمد لاقول لك أننا كلنا "محمد"، فإذا كان السرطان قد دب في فمك، فنحن لا نعلم بأي مكان منا يدب، في" فوهنا" .. في رئاتنا .. في عقولنا .. لكنه على الأغلب لن يدب إلا في أفئدتنا، قلبك صبر على المحن لكن فمك "لم" .. قلبك كان قويا يعتمره "عدم" الإيمان بكل شيئ، أما نحن فلربما ما زلنا نترنح بإعتمار قلوبنا بشي هو الخديعة التي إسمها "الأمل"، وهي الخديعة التي تعتصر قلوبنا .. ندما .. حسرة .. بغضا .. كرها .. عللا.
الى كل الأحبة الذين فقدتهم بسبب المرض "اللي ما يتسمى" .. الى والدي الحبيب الى جانب كل الأقارب .. الى الأصدقاء الذين رافقهم محمد الآن .. والى كل من سأفقد بأي لحظة حتى "أنا" .. عليكم رحمة الله ..
Nashat2000@hotmail.com
لماذا هذا التشظي العربي تجاه سورية
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المدرج الروماني يحتضن حفلاً احتفاءً بالأعياد الوطنية
حماس: جاهزون بجدية للدخول فوراً في المفاوضات
الأردني أبزاخ يفوز بالضربة القاضية في الفنون القتالية
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية والألغام تعرقل الإطفاء
هل ستقبض فرنسا على بشار الأسد .. تفاصيل القرار
البرلمان العربي: العالم اليوم يواجه مرحلة خطيرة
فرق تفتيش على مركز تحفيظ القرآن بالكورة
تواصل فعاليات مهرجان صيف الأردن
تطور لافت بالصفقة .. مهم من مسؤولي حماس
ترامب يستعد للتوقيع على مشروع قانون ضخم
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل