صحيفة السوسنة الأردنية

أطلت علينا قبل فترة ليست بالطويلة وسائل إعلام جديدة تسمى (المواقع الالكتروية), تلك المواقع التي تنوعت أسماؤها فمنها ماارتبط بمعالم أثرية ومنها ماارتبط بإرث تاريخي ومنها ما ارتبط إسمه بمجال فكاهي.

المهم أن تلك المواقع دوما شعارها واحد وهو: (حرية سقفها السماء) استبشرنا خيرا في البداية بأن ظهور مثل تلك المواقع الالكترونية سيوصل أي صوت وأي رأي مهما كان، لان شعار تلك المواقع يدعو للتفاؤل ولكن كما يقال :(الحكي سهل والفعل صعب) فلم نجد ماتفاءلنا به من أغلب تلك المواقع حيث انها اصبحت تنشر مايوافق هواها وتشطب مايخالفه، حتى أن حجم حرية بعض تلك المواقع لايتعدى بالكاد (سقف البيت) الذي اكتب من تحته آرائي وتعليقاتي بعد أن كان شعارها (حرية سقفها السماء).

أذكر أنني كتبت تعليقا حول مقالة لإحدى الكاتبات في أحد تلك المواقع الذي يرتبط إسمه باسم (مدينة غالية) على قلب كل أردني فانتقدت أسلوب الكاتبة وكان أسلوبي في الانتقاد أسلوبا ثقافيا أدبيا بحتا ،بحيث لم أتعرض لاي إساءة أو شتم لاسمح الله، فانتقدت ذلك الاسلوب لما كان يحويه من ملل وتشتيت فكر للقارئ، فما كان من القائمين على خدمة التعليقات إلا أن (قصقصوا)التعليق كاملا والذي يحوي صفحتين تقريبا وأبقوا نصف السطر الأخير الذي كتبت فيه:(مع كل الإحترام للكاتبة)فقاموا بمسح ما خالف هواهم وابقوا الأربع كلمات التي تماشت مع هواهم.

أتمنى فعلا أن تكون حرية الرأي سقفها ليس السماء، وليس حتى (برج الاتصالات) الذي بجوار منزلي، وانما كارتفاع (مجمع بنك الاسكان) فقط علنا نخرج ما يدور في انفسنا من خلجات مسجونة خلف قضبان تلك الانفس الكئيبة والتي استبشر خيرا بتحررها عبر ذلك الموقع الرائع الذي نكتب به آراءناوكلماتنا فكل التحية لـ(السوسنة )والقائمين عليها .