هي الحياة فلا تيأس

mainThumb

18-04-2009 12:00 AM

في ظل ما يبدو غير جيد، لابد أن نتفاءل، ومهما يكن لابد أن نعي أن الأمور تمضي نحو ما يجب أن يكون ،لا كما يريد منطق التشاؤم ، الحياة في سيرها نحو الأمام تنشد الأفضل ، فيما الإعاقة التي تتمثل في الأسوأ تفنى وهي في طريقها نحو الذبول ، هي الحياة هكذا .

فالإنسان حتى وان كان معدما يحيا ويتنفس بالأمل .. الطفل يحيا على أمل أن يكبر .. والطالب يحيا على أمل أن ينجح ..ثم يعمل على أمل أن يحصل على رفيقة عمره ويتزوج .. ويتزوج ويعيش على أمل أن يرزق بأطفال حتى وان كان عاقرا .. وعندما يرزق بأطفال يعيش على أمل ان يكبروا .. ثم يراهم ناجحين .. ثم متزوجين .. ثم يعيش على أمل أن يرى أحفاده يكبرون .. وهكذا حتى تدركه المنية... تلك هى الحياة .. الأمل .. ولولا الأمل لما استطاع أحد الوصول الى مثالية الأفكار التي يحلم بها .. وان حدثت لك كارثة .. فابحث جيدا عن الخير والامل فيها .. هكذا عقولنا وحواسنا القاصرة لا تدرك الاشياء .. ولا تدرك المستقبل .. ولا يعلم المستقبل الا خالق المستقبل وصانع الحياة .. وهو القائل " ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا " .. فالعسر هنا واحد ولهذا فهو معرف بالالف .. واليسر هنا اثنان فهما غير معرفان بالالف فيمكن جمعهما معا .. يسر ويسر يسران .. و" مع " .. تعنى نفس التوقيت ونفس اللحظة .. اى ان مع العسر يسرين .. وقد تم تكرارهما للتأكيد على الاهمية عندما تحدث لك مشكلة أو مصيبة ،عليك ان تبحث وتتابع كل يوم عن هذين اليسرين فيها .. فلا الخير خير كما يظن عقلك .. ولا الشر شر .. ولا ترثي لحالك بل كن فخورا بنفسك انك مع كل شر ستحصل على خيرين .. ومع كل تجربة مؤلمة ستتعلم شيئا جديدا مادمت تحيا وتتنفس... دائما ما أقول ان الحزن هو مصنع الإنسان .. فانك عندما تمر بأزمة وتحزن .. تجلس وتفكر وتراجع نفسك .. وتتخذ القرارات للتغيير .. وبشيء بسيط من الإرادة تستطيع التغيير ..وان طال بك الحزن والتفكير ستكتشف اننا ما خلقنا لنكون سعداء .. بل خلقنا لنشقى ونكد ونتعب .. ونبذل فى سبيل ما نؤمن به كل غال ونفيس .. ستكتشف ان اول هذه الحياة كآخرها ..تبدأ ببكاء وتنتهى ببكاء ..تبدأ بضعف .. ثم قوة .. ثم تنتهى بضعف .. تبدأ بانك لا تعلم شيء .. وتنتهى وانت ايضا لا تعلم شيئا... إن فكرت .. فأنت إنسان .. وان غبت عن الواقع نزع عنك هذا اللقب..

أن تحيا بـ"ماذا" خير لك من ان تحيا "بهكذا " ان تساءلت .. فستجد الاجابة .. وان لم تسأل فلن يجيبك أحد.. إن آمنت بشيء حتى وان كان خاطئا .. وبذلت نفسك لأجله .. فأنت انسان يستحق الذكر .. وطالما تفكر وتتساءل فستصل حتما الى الحقيقة فهي داخلك .. وان لم تؤمن بشىء .. فأنت حتى لا تعترف بنفسك... إن أيقنت بأشياء .. ووضعتها نصب عينيك كمبادئ وأسس .. فأنت إنسان مميز ولك أبعاد وشخصية .. وان لم تكن لك مبادئ تسير على خطاها .. فأنت ورقة ضائعة في مهب الريح لذلك يقول الروائي البرازيلي الشهير باولو لا تتردد لحظة.. أقذف بنفسك في نهر الحياة، عش حياتك بالطول والعرض، وستختفي تلك الصور المفزعة، فجل ما تخشى حدوثه لن يحدث.

ارم خوفك على أرصفة الدنيا، واصفع بقدميك الأرض وامش، فالشمس ستشرق غدا، وسيعبر الفرح من تحت النافذة، وحينما تفتح الستائر في الصباح ستجد همومك راحلة... اضحك حتى ولو سرق قراصنة السعادة جزءا من فرحك.. لملم شظايا خاطرك المكسور، وانصب رأسك سارية لا تنحني للريح.. مزق صفحات خوفك الآن، واغر أمانك بالقدوم، فلك الدنيا وكل الأزمنة، فكيف يضيق بك المكان؟! أو يغتالك الوقت؟! فاستعد سعادتك المسروقة من ركاب الحزن، استرجع أمانك المسلوب من قبضة الخوف، انبت في دواخلك إيمانا بالقدر يهزم خشية المجهول، وتوكل على الله. " antwfe_25@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد