ما أحوجنا إلى الحكمة

mainThumb

25-10-2008 12:00 AM

يقول تعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " . في هذا الزمن المجنون ما أحوجنا إلى الحكمة , الحكمة في كل شيء في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وإعلامنا ومجتمعنا وحتى في مناهجنا وكتبنا , ففي كل يوم تطالعنا المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية والصحف بإخبار تخلو من الحكمة , فالمطالع لشريط إخباري واحد لإحدى الفضائيات يرى حجم الجنون الذي يعتري العالم , ففي البلد الفلاني قتل العشرات في تفجير عبوة أو حزام ناسف ,وربما مات الكثيرون فقط لان حظهم العاثر صادف وجودهم وقت التفجير وفي مكان أخر يموت الناس من شدة الجوع , في حين إن في أماكن أخرى يلقى في الزبالة أكثر مما يحتاجون لسد جوعهم , ويرتفع برميل النفط إلى أرقام قياسية فيزيد اقبال الناس على شراء السيارات الفارهة ذات المحركات الكبيرة , وترتفع أسعار الأراضي والعقارات فيزيد إقبال الناس على شرائها , وتزداد الهوة بين الفقراء والأغنياء حتى تتلاشى الطبقة المتوسطة التي تعد مركز الاتزان في المجتمع .

وكم وكم من الأطفال حديثي الولادة وجدوا معلقين على جذوع الأشجار أو حاويات القمامة في حين يعلن احدهم عن مكافئة مجزية لمن يجد له كلبا ضائعا, هذا ناهيك عن قضايا تتعلق بالعنف الطلابي في الجامعات الذي يكاد في معظمه يحدث لأسباب بعيدة عن الحكمة,وكذلك قطع الغابات وتدميرها مع أن رقعتها لا تكاد تذكر , وحوادث السير , وغيرها وهنالك الكثير الكثير من مظاهر عدم الحكمة على الصعيد العالمي والعربي والمحلي .

أقول وأمري لله إن الحكمة يمكن اكتسابها والتدريب عليها من خلال البيت والمدرسة والجامعة ولكن للأسف فقد أجريت مسحا سريعا للكتب المدرسية في الكثير من المراحل فلم أجد فيها ولو إشارة واحدة لهذا المفهوم لا من قريب ولا من بعيد مع أن في كتاب الله أكثر من 116 موقعا وردت فيه هذه الكلمة والحظ عليها , كما أننا في الأردن دولة تقوم في أساس حكمها على الحكمة والوسطية , وما رسالة عمان إلا خير مثال على ذلك كما جلالة الملك ومن خلال إدارته لشؤون البلاد والعباد يتصف بأرقى درجات الحكمة , الحكمة التي جنبت الأردن بفضل قيادته الحكيمة كل المخاطر السياسية والهزات الاقتصادية وما قد ينتج عنهما من مشكلات اجتماعية .

إن جميع المؤسسات الاجتماعية والتربوية ومؤسسات المجتمع المدني يقع على عاتقهم مسؤوليات جسام تتمثل في إنشاء جيل جديد من النشء الذي يتمتع بالحكمة إذ اشارت الدراسات الى إن الحكمة يمكن تعليمها والتدريب عليها منذ المراحل المبكرة , ومن هنا فاني أطالب بتضمين الكتب المدرسية والمناهج الجامعية مساحات للتدريب على الحكمة , وأطالب كذلك بإنشاء مركز وطني للتدريب على الحكمة يكون الأول من نوعه في المنطقة لما له من فائدة كبيرة على الوطن وأبنائه.

shraideh@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد