اهلا .. كتابه

mainThumb

05-11-2008 12:00 AM

أخبروني بحق محمد وبحق يسوع , هل الكتابة تسمن أو تغني من جوع ؟ بل هل أنصفت مظلوما أو أصلحت جربوع ؟ كم منا من كتب ؟ وكم منا من حاكى الناس بقلمه عن كثب ؟ فهل منعنا شر من حسد وسحر وحجب ؟ أم هل أرشدنا تائهً لا يعرف رمضان من رجب ؟ فكم من إمام قد خطب , وكم أنفق العالم على الألواح من خشب ؟ فهل يقرأ من حياته طرب , وحياتها لبس الموضة وإزالة الزغب ؟ !!! أمام أكشاك الفلافل تقف الصفوف , وقد نقبل تبديل مكتبة برطل من اللوف .

ثقافتنا طبل ودفوف , واحترنا على الغداء بين كفتة وملفوف . لا يهمّنا مبدع ولا فيلسوف فالكتب ثكلى على الرفوف . لقد صاحت فيروز بعالم لا يبالي بالكتابة قائلة : كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا . ترى لماذا ؟ ولماذا بهذه اللهجة خاطبتنا ؟ عذرا لفيروز إن كانت قد عاتبتنا , ولا بأس إن كانت العقول في المنطق عاندتنا , فالحضارة ونحن نيام قد باغتتنا , فلو كان لنا أرصدة في فهم الكتابة لساندتنا ولكانت كل شعوب الأرض بايعتنا .

أنا لست بكاتب , ولست على أحد بعاتب . ولكني أستفيد مما يكتب , وكم هو جميل أن نأخذ مما نقرأ ولو اليسير . فقد نقرأ سيرة شعب بسطور ونأخذ تجربة من أمضوا في البحث دهور , فشعب لا يقرأ سوف يتربص به ويل وثبور , وكثير من عظائم الأمور , وسيقطف الشوك بدلا من الزهور , فخسارة القراءة , أعظم من ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأجور , داعيا نفسي وإياكم لقراءة بعض ما يكتب , حتى نزيل من وجه حياتنا البثور .

وفي هذا السياق أتذكر قصة صديقين التقيا بعد غياب طويل , فسأل أحدهم الآخر عن عمله فقال : إنني أعمل كاتبا هذه الأيام .

فسأله : وماذا تكتب . فأجاب : إنني أكتب شعرا ونثرا وقصصا وروايات . فقال له : كم أنا فخور بك يا صاحبي , ولكن أخبرني هل بعت شيئا ؟ فتنهّد صاحبه وقال : نعم لقد قمت ببيع معظم أثاث المنزل حتى أتمكن من الإنفاق على عائلتي .

ولا يفوتني الحديث عن إحدى الصحف في إحدى الدول العربية , وقد أغلقها القضاء لمدة ستة أشهر بسبب مقالة هاجمت فيها الحكومة , وقبل يوم من معاودة صدور الصحيفة بعد انقضاء الستة أشهر , نشرت صحيفة أخرى خبرا يشير إلى هذا الموضوع تحت عنوان : بشرى لبائعي التسالي , جريدة ( كذا ) تواصل صدورها إبتداءً من الغد . إن كان هذا هو حال الكتابة لدينا , فعلى الدنيا السلام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد