و?Zقُومُوا لِلّ?Zهِ ق?Zانِتِين?Z

mainThumb

08-11-2008 12:00 AM

القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله ليعمل به ويكون منهاج حياة للناس، وقد دعانا الله لتدبر كتابه وتأمل معانيه وأسراره: (كِت?Zابٌ أ?Zنْز?Zلْن?Zاهُ إِل?Zيْك?Z مُب?Zار?Zكٌ لِي?Zدّ?Zبّ?Zرُوا آي?Zاتِهِ و?Zلِي?Zت?Zذ?Zكّ?Zر?Z أُولُو الأ?Zلْب?Zابِ) ومن دون ادني شك ان قراءة القرآن قربة وطاعة من أحب الطاعات إلى الله، لكن مما لا شك فيه أيضا أن القراءة بغير فهم ولا تدبر ليست هي المقصودة، وقد نعى القرآن على أولئك الذين لا يتدبرون القرآن ولا يستنبطون معانيه: (أ?Zف?Zلا ي?Zت?Zد?Zبّ?Zرُون?Z الْقُرْآن?Z و?Zل?Zوْ ك?Zان?Z مِنْ عِنْدِ غ?Zيْرِ اللّ?Zهِ ل?Zو?Zج?Zدُوا فِيهِ اخْتِلافاً ك?Zثِيراً) ولو حاول بعضهم البحث عن اختلافات في القرآن ليستدلوا على انه من عند غير الله الا انه فشلوا وردوا على اعقابهم.

وقد ارشدنا الله سبحانه وتعالى ويسر الينا الوصول الى معاني القرآن من خلال التدبر وقال تعالى : ولقد ?Zيسّ?Zرْن?Zا الْقُرْآن?Z لِلذِّكْرِ ف?Zه?Zلْ مِن مذكر، ولكي يكون التدبر في القرآن مثمراً ومفيداً، ولكي يكون متكاملاً وسليماً لابد أن يكون القارىء والمتدبر دقيق الملاحظة العلمية حيث إن روح البحث العلمي أملت علينا أن نحقق في كل شيء في هذا الكون ونرى آيات الله أمامنا شاهدة وعليه "الملاحظة الدقيقة فيما حوله من آيات الله وان يطرح أسئلة مختلفة على نفسه حول مختلف الظواهر القرآنية: لماذا جاءت الكلمة هنا بشكل وجاءت في مكان ثان بشكل آخر؟4 لماذا تقدمت هذه الكلمة على تلك؟5 ما هي الحكمة في إنزال العقاب أو الثواب بأسلوب معين؟ وماذا اراد الله بهذه الاية او تلك الايه، ومن المقصود بها، وكيف ولماذا واين ومتى، هذه الاسئله تقودك الى الفهم والمعرفه.

وأحيانا قد لا تجد أجوبة للتساؤلات المطروحة فلا يجوز أن يصاب باليأس، بل عليه أن يواصل التفكير، وكثيراً ما يعثر على الإجابة - اليوم أو غداً.

وان لا يكون من السهل عليه قبول الأفكار بسرعة مهما كان بريقها دون ان يتحقق من صحتها تفاديا من السقوط في الضلال والانحراف.

ونعلم أن التطور الثقافي والحضاري والصناعي إنما توفر بفضل أصحاب العقول المبدعة، فلنحاول أن نكون منهم. وقد ساعد التدبر في القرآن في تغيير حياة كثير من الناس وأولهم الصحابة الذين كانوا يسمعون القرآن فيقولون والله إنه ليس بقول البشر وما هي إلا لحظات تفكر وتدبر قليلة حتى يدخل ذلك الرجل في الإسلام ويصبح من الصحابة الكرام، ويروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر .... ثم بعدها يصلى الفجر فأراد الأمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ...فقال : نعم يا إمام قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه علي .. أي كأنني أراقب قراءتك ... ثم أبلغنا غدا فأتى إليه التلميذ فى اليوم التالي وسأله الإمام فأجاب :لم أقرأ سوى عشرة أجزاء فقال له الامام : إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ثم جاء إلى الإمام في اليوم التالي وقال .. لم أكمل حتى جزء عم كاملا فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل فدهش التلميذ ... ثم ذهب ..أى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد فسأله الامام : كيف فعلت يا ولدى ؟ فأجاب التلميذ باكيا : يا امام ... والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!! وليس المقصود الدعوة لترك حفظه وتلاوته وتجويده ؛ ففي ذلك أجر كبير ؛ لكن المراد التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم والتدبر .

ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح. والتدبر في القرآن وفهم معانيه اهم بكثير من القراءة السريعة وليس المهم كم قرأت من القرآن من السور والايات التي تمر عليها مر الكرام وانها قد تسبك تلك الآيات او تثني عليك، وكمن يتسارعون في قراءة القرآن في شهر رمضان ، فليس العبرة في الكم ولكن ما فهمت منه، والاكثر اهمية ما طبقت مما فهمت .

وروي عن ابن مسعود انه قال (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) وكان الناس اذا استمعوا القرآن يخشعوا ويدعون الله في كل اية وكما قال الله تعالى : (و?Zإِذ?Zا س?Zمِعُواْ م?Zا أُنزِل?Z إِل?Zى الرّ?Zسُولِ ت?Zر?Zى أ?Zعْيُن?Zهُمْ ت?Zفِيضُ مِن?Z الدّ?Zمْعِ مِمّ?Zا ع?Zر?Zفُواْ مِن?Z الْح?Zقِّ ي?Zقُولُون?Z ر?Zبّ?Zن?Zا آم?Zنّ?Zا ف?Zاكْتُبْن?Zا م?Zع?Z الشّ?Zاهِدِين?Z) ويقول ابن القيم:.قراءة آية بتفكر وتفهم , خيرٌ من قراءة ختمه لغير تدبر وتفهم، نعم وروي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ القرآن " لست بواعظا ولا خطيبا ولكني اردت ان اعبر عن رأي في بعض الظواهر عبادتنا وفي حياتنا، لعل فيها العبرة بتصحيحها فان اصبت فلي الاجر من الله وان اخطأت فأسأل الله ان لا يحرمني اجر المجتهد في التنبه اليها. نرى في واقعنا هذه الأيام، كم من الشباب المتحمس للدين، أول ما يبدأ تدينه بان يطلق لحيته ثم يلبس الثوب القصير، ويبدأ في تطبيق السنن الظاهرة، وينسوا كثيرا من السنن التي هي اهم دون انقاص من هذه السنن، كذلك بعض المسلمات اللواتي بعضهن يلبسن الحجاب ليس طاعة لله بقدر ما هو تطبيق لعادات اجتماعية ولو تدبرن مشروعية لبسه والاحتشام لتسابقن على لبسه دون امر من احد.

كذلك بعض من هؤلاء من اذا سألته عن تفسير لاية او حديث فيقول من قال لا اعلم فقد أفتى تهربا من جهله في تدبر القرآن، فعلينا التدبر والفهم لكي نعلو في العلم وما نهض العلماء وتوصلوا الى ما توصلو اليه الا بفضل تدبر آيات الله، وان كانوا غير مسلمين فانهم يجدوا في نهاية الامر ان ما توصلو اليه موجود في كتاب الله.

وهناك ظاهره سيئة لحظتها في المساجد وخصوصا عند صلاة الجمعة ولعلكم تشاطروني الرأي، وعند صعود الخطيب الى المنبر نرى غالبية الجالسين يبدأون في النعاس وعقولهم مشغولة خارج المسجد، وما ان يختم خطبته حتى يهبوا واقفين للصلاة، وما ان يسلم حتى أصبح نصف المصلين خارج المسجد، وقبل الاقامه، عندما ينادي الإمام باستقامة الصفوف وتعبئة الناقص منها في المقدمة، يتعازمون من يدفع صديقه للإمام ليبقى قريبا من الباب للخروج مسرعا، وكأن في جلوسه خسارة عليه، ولو تحاور الامام مع المصلين في خطبته، لقال أي منهم، ماذا تقول اعد لو سمحت، وكونه ليس هناك حوار يسمعون، فهموا ام لا، المهم تنتهي الخطبة ونعود الى البيت ،طبعا ناهيك عن موضوع الخطبة، الذي لا يتناول واقع وحال المسلمين أصلا، وتكون الدنيا مقلوبة والمشاكل (متلتله) والخطيب يتحدث عن بديهيات يكاد كل الناس يعرفها وظاهره غريبة ايضا في الصلاة المفرده منهم من ينقر صلاته مثل الديك ويصلي الركعتين في فترة اقل من قراءة خبر عاجل على الجزيرة، ومن من اذا اقيمت الصلاة بدأت حركاته تفقد توازنه وتضايق مجاوريه ينظر الى ساعته، او يتحسس هاتفه النقال في جيبه، او يهرش في جسمه او يتفقد من حوله بنظرات الى اليمين واليسار، واحيانا حركات قدميه، ومن يلبس على رأسه يقلب كوفيته ويردها وهكذا. الم تعلم ان الله غني حميد، وهو غني عن تلك الصلاة، وتلك العباده، ويكره العبث في الصلاة كتحريك الأنف واللحية والملابس والاشتغال بذلك فإذا كثر العبث وتوالى أبطل الصلاة.

وبعض الناس يدعو الله بصوت عال، وهو يعلم ان الله هو السميع البصير، كم يغضب البعض من ان الدعاء ولايستجب له ويقول دعوت ولم يستجب لي ولم يعرف ان من اسباب استجابة الدعاء ان يكون مطعمة حلال ومشربة حلال ومأكلة حلال، وهناك فرق بين ان يستجيب الله دعائك ويرد عنك مصيبة افضل مما دعيت او ان يقبل الدعاء، فكل دعاء مستجاب إلا أن قبوله وحصول المطلوب نفسه أنما منوط بحكمة الله.

وروي ان احدهم كان في الحرم ماسكا في ستار الكعبة ويبكي بكاءا حارا ويدعو الله في سره، فشفق عليه احدهم، قال ما دعاءك، قال ان يرزقني الله الولد، قال له وكم مضى على زواجك، قال لم اتزوج بعد، فقال اذهب وتزوج ثم تعالى فادعو الله ان يرزقك الولد. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّ?Zن إذا قرؤوا القرآن تدبّ?Zروه ووعوه وعملوا به، وأخلصوا في العمل، وان يتقبل منا ومنكم العبادات والطاعات كاملة غير منقوصة، وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد