صحيفة السوسنة الأردنية

هل من الممكن أن يرى الشعب الأردني جلسة مجلس الوزراء على الهواء مباشرة وبدون عمليات المونتاج, بصراحة لم أرى أو أسمع عن رضى الناس بشخصية رئيس وزراء كم أشعر الأن على الأقل طوال فترة عمري وهي تسعة وعشرين عام, فالناس ومن جميع طبقاتهم تقريبا وتحديدا الطبقة الوسطة التي تتهاوى أو تستعد للنزول للطبقة الفقيرة يشعرون بشفافية رئيس الوزراء وتصميمه على العمل بجد وأمانه وأخلاص .

كنت أتمنى وما زلت أن أرى على شاشة التلفزيون الوطني جلسة مجلس الوزراء على الهواء مباشرة حتى يطلع الناس على أدق التفاصيل في الجلسة من أتخاذ قرارات تخصهم ومن اختلاف بناء ربما يكون بين الوزراء للمصلحة العامة, وحتى يرى الناس بأم أعينهم جدية الوزراء بتنفيذ الخطط والبرامج المكلف بتنفيذها, ربما يكون هنالك خصوصية في جلسة مجلس الوزراء تمنع أن تكون الجلسة على الهواء مباشرة, ولكني أجزم بأن لو كانت جلسة مجلس الوزراء على الهواء مباشرة سوف تكون الأستفادة مشتركة بين الناس والحكومة على الأطلاق.

نحن في الاردن نؤمن بالافعال قبل الأقوال والتطبيق العملي فيه أستفادة ومصداقية كبيرة أكثر من التطبيق النظري الممثل بالشعارات والندوات والمحاضرات.

كنت أتمنى أن أرى الوزراء في جولات ميدانية فقلة من أصحاب المعالي الوزراء نراهم في الميدان والباقي معتكف في مكتبة لأستقبال الضيوف والوفود, كنت أتمنى أن أرى وزير التربية والتعليم في جولة ميدانية في المدارس الأقل حظا في الجنوب أو الشمال أو الوسط والأطلاع على حاجات المدارس من أبنية ونقص في عدد المعلمين وتفقد أجهزة الحاسوب التي وصلت للمدارس غير صالحة للتعليم.

وكنت أتمنى أيضا أن أرى وزيرة السياحة تتفقد الأماكن السياحية والعمل على تنفيذ المشاريع فيها, فلا يعقل أن يعمل مشروع في جبل القلعة منذ عشرين سنة دون تحقيق نتائج ويبقى حال جبل القلعة الان كما كان منذ عشرين عام, فالرواتب التي تدفع من قبل الوزارة للمهندسين والعمال في جبل القلع و والكثير من المشاريع السياحية في الاردن يجب أن يكون لها مردود للوطن والمواطن بعيدا عن التنفيعات للمسؤولين على حساب الوزارة من تعينات وغيرها.

وكنت اتمنى ايضا أن أرى معالي وزير الزراعة يتفقد المزارعين في كل بقعة زراعية في ا لأردن والاطمئنان على أحوالهم.

الكثير من الوزراء لا نراهم في الميدان , فالجولات الميدانية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك المعظم يجب أن تكون حافزا لهم للأطلاع على هموم الناس مباشرة بعيدا عن الفاكس والأيميل والموبايل والهاتف الارضي والواسطات والأستدعايات.

وفي النهاية لا تلوموا الناس على طلبها أن تكون جلسة مجلس الوزراء على الهواء مباشرة , فالكل يريد ان يعرف من هو الوزير الذي يستحق بأن يكون وزيرا ومن هو الوزير الذي لا يستحق ان يكون وزيرا, ودمتم.