عمل لا أخلاقي

mainThumb

06-11-2008 12:00 AM

كم من دولة ترزح تحت نير القروض المالية التي تقدمها الدول الغنية بشروط أقل ما يقال عنها أنها تعجيزية تتحكم فيها بمصائر شعوب هذه الدول. وكم من دولة (أمسى )اقتصادها يترنح بعد أن امتدت يدها (صبيحة ) ذات يوم إلى تلك القروض. ومنها بطبيعة الحال دولنا العربية الفقيرة التي تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة لتسديد جزء من ديونها (لا بل فوائد تلك الديون )، حيث أن جزءا كبيرا من الموازنة يستخدم لتغطية نفقات الديون.

وها نحن نرى الوفود تلو الوفود تذهب إلى (نادي باريس) ولكنها تعود (بخفي حنين) – لا شطب ,لا شراء للديون_ كل ذلك يحدث ومؤسسات النقد الدولي تضغط باتجاه التصحيح الاقتصادي للدول الفقيرة الذي (دمّر أكثر مما عمّر) وأصبح المواطن بالكاد يحصل قوت يومه أو (لا يكاد).

وحينما حدثت (الازمة المالية العالمية) في عقر دار الرأسمالية سارعت المؤسسات النقدية العالمية ذاتها بعقد الاجتماعات الدورية على أعلى مستوى ورافقها زيارات مكوكية لرؤساء حكومات للتنبيه بهذا الخطر الداهم الذي يوجه العالم.

أين كان هؤلاء (الصندوق والبنك الدوليين)عندما كانت شعوب الدول الفقيرة تستصرخهم لإنقاذهم من شبح الجوع (بل من الموت)؟؟ إنهم كانوا في سبات عميق وأفاقوا الآن!. فها هو براون رئيس الوزراء البريطاني كما غيره من المسؤولين يطوفون دول الخليج الغنية لتقدم لهم المنح المالية للمساعدة في حل ألازمة .

أما العرب فكأنهم في عالم آخر ،فلم نسمع بدعوة إلى اجتماع ولو على مستوى وزراء المالية والاقتصاد العرب ليتدارسوا هذه القضية وكيفية التعامل معها بما يمكنهم من الاستفادة منها للحصول على أفضل المكاسب( ولا أقول اقل الخسائر). فلتساهم دولنا العربية النفطية الغنية والتي ستتحمل العبء الأكبر في حل هذه الازمة.

ولكن اليس الأولى ان تكون هذه المليارات التي ستدفعها دولنا مقابل شطب الدول الدائنة ديونها عن فقراء العالم أو أن تكون تسديدا لجزء من تلك الديون اللعينة . لقد صدق تشافيز اذ قال: إن ما يقوم به براون من طلب للمساعدة المالية من دول الخليج يعتبر عملا لا أخلاقيا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد