صحيفة السوسنة الأردنية

لا يمكن لأحد أن يقدر أو يتخيل مقدار الفرحة التي قد تنتاب بعض أصحاب المؤسسات في الاردن هذه الايام بسبب تفشي ظاهرة رمي أكياس القمامة أمام العمارات السكنية، ومدى إمتنانهم للوظيفة اليومية التي تقوم بها القطط ونافلوا الحاويات، ويعتبرونها واحدة من أحدث طرق الدعاية والإعلان عن منتجاتهم، لدرجة أن بعض المؤسسات قد تفكر جديا في تخفيض موازنة الدعاية لمنتجاتها عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

والفرحة قد تنتاب بعض الباحثين أيضا في مجال رصد المنتجات الأكثر شراء من قبل العملاء، حيث يمكن لأي باحث المرور على عينة من العمارات فجرا ويدوّن أنواع المأكولات، الحفائض ، المشروبات الغازية وغير الغازية وغيرها من المنتجات التي تكون قد عولجت من قبل القطط بطريقة عرض بريئة لكنها متقنة وفنية قبل قدوم النافلين .

وبمقدار ما في المشهد من منظر مقزز في بدايته بالنسبة للبشـــــــــــــــر، فقد اصبح مألوفا لكثيرين منا وبالإنجليزية ( friendly ) ، ويوفر على خزينة المؤسسات الافا من الدنانير كان يمكن أن تصرف على الدعاية والاعلان والابحاث. ليس عيبا أو مخالفا أن يقدم الشكر وألآمتنان للقطط وغيرها.....إنه بصراحة واجب ما دام فيه توفير ومعلومات !!! . أخيرا أتوقع أن يتمنى بعض أصحاب المؤسسات أن يطيل بعض جامعي القمامة إجازاتهم المرضية المفتعلة لتتكدس أكوام الزبالة أكثر وأكثر في ظل عدم وجود البديل.

وماذا عن الناس ؟؟؟ !!!. ألناس مشغولة هذه الأيام بحالها، وكل واحد يدّعي أن السكان (الجيران) ما عادوا مثل ناس زمان! ، بحجة أنهم لا يتمكنوا من معرفة (الكويس من إل مش كويس )..... وهات يا رمي زبالة ...... من شبابيك السيارات والعمارات ....