أقلية تقضم الكعكة .. وأغلبية تلوك الغلاف .. !!

mainThumb

09-11-2009 12:00 AM

موسى الصبيحي

هناك دائماً أغلبية صامتة إزاء ما يجري من أحداث على الساحة، الفوقيون يحبون دائماً السيطرة على كل شيء، وحتى عندما يتعلق الأمر بمصالح الأغلبية الصامتة من التحتيين وما بعد التحتيين، تنبري جماعات فوقية طارئة لاقتناص الفرصة وتحقيق مآرب خاصة بها تحت لافتة الدفاع عن مصالح الأغلبية المستضعفة، ويتحدثون باسمها دون وكالة أو إذن، وفي كثير من الأحيان يكون الحديث مبطناً يحكي قصة القوة والضعف في ظل صمت الأغلبية وسذاجة الأقلية وهي تتآمر مع الفوقيين من تحت البساط..!!

ما الذي يجري في مجتمعاتنا عندما يغيب صوت الأغلبية، ويصدع صوت الأقلية،

وتتهيأ الفرص، في الأوقات التي يُعاد فيها تشكيل الصورة الاجتماعية العامة الضاغطة باتجاه التغيير لصالح الأغلبية على حساب الأقلية، لبلورة فكرة جديدة أو موقف ما من الحدث، ولكن بمعزل عن رؤية وحكمة، وبقدرة فائقة على لعب أدوار أقل خبثاً مما لو كان الحدث يخص الأقلية وحدها، فتقرر الأخيرة أن الإصابة يجب أن تكون في رأس الأغلبية وحدها، فتقوم قيامة الأخيرة وتبدأ رحلتها مع الضجر والهيجان متذرعة باعتداء صارخ على مصالح شُبّه لها أنها مُسّت، في حين هي لم تُمسّ فقط، بل دمرت وانتهى أمرها أو يكاد..!!

يلعب الفوقيون وهم انتهازيون من نوع سخيف، دوراً قذراً في صراعاتهم المجتمعية مع الجديد المتطلع إلى إعادة التشكيل والتطوير، تبدأ بهم اللعبة من فكرة ساذجة يرفعونها عنان السماء ويحيطونها بهالة من القداسة، ثم يخترعون لتسويقها طقوساً خاصة ويقيمون من أجلها فروض الطاعة والإذعان، ثم يذهبون إلى قياس مدى الرغبة التي تحققت لدى الأغلبية إزاء فكرتهم، ويبذلون جهوداً كبيرة لإقناعهم بالمكانة التي اهتزت، والمصير الذي تهدّد، وأنهم ما لم يؤيدوا مساعيهم في صدّ "الجديد" بكل متعلقاته ومضامينه فإن المستقبل لن يكون زاهراً أبداً..!!

هي لعبة تجيدها رموز الأقلية بدعم جماعة "الفوقيين"، وتضحك بها على جيوش الأغلبية، وتظل الرحلة بين مد وجزر.. تحاكي العواطف بازدراء، وفي كل جولة تفوز الأقلية بالكعكة، تتقاسمها وتقضمها بارتياح فيما الأغلبية تتفرج وتلوك الغلاف..!! فإلى متى يستمر هذا الوضع وهذا الإسفاف..!!؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد