المستشفى الإسلامي ما له وما عليه !؟

mainThumb

17-11-2009 12:00 AM



بداية قبل أن ابدأ بالحديث عن أوضاع وأحوال المستشفى الإسلامي، أقول بأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة قد علمتنا بأن الدين هو المعاملة الحسنة وهو الصدق والاعتدال والتسامح والمحبة ومساعدة المحتاج والعطف على الفقير...وقد كان الدين الإسلامي هداية للناس ونبراسا لكل المعاملات الحياتية ونورا لكل الظلمات ، وقد لمسنا جميعا كيف أن الغرب قد اقتبس الكثير من عاداتنا الإسلامية السمحة وعمل بها وأتقنها من حيث الصدق والأمانة والوفاء والمحبة والتسامح حتى تفوق الغرب علينا في كافة مجالات الحياة ... وعلني أتطرق إلى قضية أساسية وهامة واجهتني ولا زالت تواجهنا في حياتنا وهي موضوع التعامل باسم الدين من قبل أصحاب المصالح الدينية وغيرهم في بلدنا الأردن والدول العربية ، فالتعاملات البنكية أصبحت حلالا باسم الدين والنصب والاحتيال في كثير من الأوقات أصبح يمارس باسم الدين والزواج العرفي أصبح يتم باسم الدين والتجارة باسم الدين والعلاج باسم الدين واللبس والمأكل باسم الدين حتى أن البعض أصبح يفرض عليك أمورا لا تطاق في المجتمع باسم الدين الإسلامي...
وريما أن الكثير يجد نفسه محرجا من مناقشة هذا الموضوع أو الخوض فيه لكنني وجدت من الحكمة والحقيقة والدين والأخلاق أن نعري كل التصرفات غير المسئولة والمعاملات المنحرفة والتشنجات غير المقبولة والتي يتم ممارستها باسم الدين ، وأقول من هذا المنبر العزيز بأن الدين أيها البشر لم يكن في يوم من الأيام سلعة للبيع أو الشراء بطرق ملتوية ، ولم يكن الدين باللبس والذقن والأدعية والدشداش ، ولم يكن الدين علامات تجارية أو أسماء رنانة لا تبتغي من ورائها غير الكسب والربح بغض النظر عن النتائج ....
وسوف أتطرق إلى الحديث عن احد مستشفياتنا الأردنية وهو المستشفى الإسلامي الذي أخذت مسموعات كبيرة بين المواطنين داخل الأردن وخارجه لكن للأسف الشديد الكل يعاني من ويلات ومتاعب المستشفى الإسلامي ومواعيده وأخطائه القاتلة وسوء معاملة بعض الأطباء والممرضين والعاملين به ، وما من مرة راجعت بها المستشفى الإسلامي إلا ووجدت أن الأمور تسير وفق الأهواء الشخصية والأمزجة والاحتكار والتمييز وسوء المعاملة ، وأقولها بمليء الفم ولدي العشرات من الحالات المثبتة التي مرت معي وعائلتي وأولادي عما نعاني من المعاملة غير المتزنة في الصرح الإسلامي الذي يفترض أن يكون اسما على مسمى ، لكن الظاهر أن المال هو الوسيلة الأولى للقائمين على المستشفى والمريض آخر من يكون الاهتمام والرعاية به ، وقد شكونا كثيرا واسمعنا صوتنا وكذلك غيرنا إلى كافة الجهات المسئولة في إدارة المستشفى لكن دون جدوى فالإدارة مشغولة بالهم السياسي الأردني والذي يترفع المسئولين في الحكومة عن الدخول في مهاترات معهم لان القضية ابعد واكبر من كل المنافع والمكاسب وتحقيق الإرباح فالقضية وطن وسيادة ومبادئ وثوابت لا مزايدات ومهاترات وغيرها ، لذلك دعونا ننظر إلى المستشفيات الأردنية الخاصة الأخرى وكيف تعامل المواطنين المرضى في العلاج وحسن الاستقبال والمعاملة والخدمة والراحة والابتسامة وكذلك في الأجور الطبية وأرجو أن لا يفهم من حديثي هذا أنني مدفوع من احد أو أنني كتبت هذا من اجل الكتابة ... لا وألف لا ، فالمعاملة أيها السادة الأفاضل تحتاج منا إلى مراجعة الأجندات والأنظمة والقوانين والتعليمات والعودة إلى حسن التعامل مع الآخرين وعدم التمييز أو الهمز أو اللمز أو النفاق أو المتاجرة باسم الدين ...بالإضافة إلى ضرورة التقيد بلوائح وتعليمات الرعاية والعناية الطبية المتبعة في كافة المستشفيات الخاصة والحكومية .
ومن هنا أقول كفانا بالله عليكم فقد أشبعنا العالم كلاما وجعجعة دون فعل، فالعالم الغربي يتقدم علينا آلاف السنين ونحن لا زلنا نعشق الفوضى والتملق والخداع والزيف ولا زلنا نكابر في تعاملنا ونحكم على ظواهر الأمور لا بواطنها ، وتناسوا أهل الدين والعلم بأن الله لا ينظر إلى اقو اللكم وإنما إلى أفعالكم فالفعل هو الفيصل والمريض يحتاج إلى الصدق والإخلاص والى الشفاء من الله أولا ثم من أهل الخبرة من الأطباء ... وربما يقول قائل لماذا تذهب إلى المستشفى الإسلامي ، فاتركه واذهب إلى غيره ، فأقول بأنه مفروض علينا نظرا لأن الجهة التي نعمل بها تعاقدت معه ولو كنت صاحب قرار لشطبته من القوائم رغم أن به نخبة كبيرة من الأطباء الأفاضل الذين يخافون الله لكن رغم كل ذلك فلا زلنا نحتاج إلى وقفة تأمل مع ذاتنا وان نحاسب أنفسنا وان نغير نهجنا في السلوك حتى نعطي انطباعا جيدا عن ديننا أولا ثم عن الأردن الذي يعتبر مركزا مرموقا للسياحة العلاجية حيث يؤمه الآلاف من المواطنين العرب لغايات العلاج ....
هذا غيض من فيض ونتمنى أن نعيد حساباتنا وتعاملاتنا في أمورنا الدنيوية لان الحقيقة مصيرها أن تنكشف ولو بعد حين ، وأخيرا أتمنى أن نكون قد أوصلنا رسالتنا القصيرة بكل أمانة لان الآلاف يعانون ولا يستطيعون أن يتكلمون لأكثر من سبب وأردت أن أضع النقاط على الحروف حتى لا يستفحل الأمر وبالتالي فالخاسر الأكبر هو سمعة الأردن وشعبه الصادق الوفي ... والله من وراء القصد

Kr2002or70@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد