مكاتب لتسويق الطب

mainThumb

27-12-2008 12:00 AM

 
يا طالب الشمس من غربها لعمري لقد جئت شيئا فرياً

حين تركب , اخي الطالب , موجة الغربة لطلب العلم دون أن تتأكد من صلاحية مركبتك ، ودون أن تختبر مضايق عبورها وثوابت روادها ،ساعتئذِ تتناثر أحلامك وتختلِ رؤاك ولا يبقى أمامك إلا الثرثرة والتأويل والسهاد الطويل .
لقد تخليت عن واقعيتي يوماً ، وهرعت إلا أحد مكاتب الخدمات الجامعية أنسج من مواعيدها اللازوردية رايات أحلامي حتى جفت روافد مدخراتي فكنت كما يقول المثل الصيني :كالأعمى الذي يصطدم بجدارٍ فيظن أنه بلغ نهاية العالم ، حيث صدقت أن المكاتب تمطر بعثات علمية .

كما أبرقت قوماً عطاشاً غمامة فلما رأوها أقشعت وتجلت

لقد تمنيت أن تكون لدينا محاكم خاصة تحاكم التعساء من الناس الذين يلدغون من جحرٍ واحدٍ مرتين .
أسوق هذه التجربة المرة التي غرقت في مستنقعها كي لا تصير ظاهرة يسقط إخواني الطلبة في قرارها السحيق .
وحرصاً على عدم هتك الأقنعة وكشف السوءات عمن يمارسها من ذوي المكاتب أكتفي بالنصح والتلميح .
لقد مضت مواكب الطلاب إلى حيث يريدون صوب جامعاتهم تحدوهم دعوات أهليهم إلا أنا أكظم غيظي محاصراً بعيون الشامتين وكيد اللائمين ... أما المكتب فطالما سكن من جراحاتي بجود المواعيد وشح التنفيذ .
وأخيراً إن لم تقم الجهات الرسمية بمسؤولياتها بالكشف عن هذه المكاتب التي تتلاعب بمصير الطلبة, فسوف تتيه شراعات الأجيال الواعدة وتكبو جيادها فنعلق ـ كعادتنا ـ ما أصابنا على مشجب القدر ونقرأ على هذه الفاجعة الفاتحة أو " إذا وقعت الواقعة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد