شهداء الواجب

mainThumb

17-02-2009 12:00 AM

 كان صباح اليوم مغلفا بالألم والأسى لما حمله لنا من نبأ توارد إلى مسامعنا عن احتراق صهريج على طريق العقبة مما أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الدفاع المدني واصابة آخرين، فلا يسعنا إلا أن نقول رحم الله شهداء الواجب وأسكنهم فسيح جنانه وندعوه تعالى أن يشافي المصابين ويحفظهم من كل مكروه. لقد تعود ذلك الوطن المعطاء أن يحتضن تحت ثراه الطيب الكثير من أبنائه الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم فداء للوطن، وهل أفضل من ذلك المرقد تحت ثرى الأردن الطاهر، لكي يضم تلك الأرواح الطاهرة العظيمة والتي انضمت لها اليوم كوكبة جديدة من تلك الأرواح التي مابخلت على ذلك الوطن الغالي لابنفس ولا بمال ولا بولد. كثيرون وهبوا أنفسهم من أجل الوطن، فأنفسهم وأرواحهم لم ولن تكون هباء منثورا يذهب وتبقى ذكراه، ولكنها ستبقى محفورة وموشومة في نفس كل أردني محب وغيور على وطنه وأمته، لانها تمثل ذلك الفخر والاعتزاز الذي يعتز به كل محب لذلك الوطن الغالي،وذلك الفخر لايأتي إلا من الشعور بأن تلك الأرواح خلقت للوطن ولا شيء غير( الوطن). فمن غادرنا اليوم من رجال أشاوس ينتسبون للدفاع المدني،لم يكونوا إلا شهداء الواجب الذين تركوا آباءهم وأبناءهم وزوجاتهم من أجل شيء واحد فقط وهو (الوطن) . فوالله أن تلك الثلة ممن يسمون شهداء الواجب هي من تستحق أن تبقى ذكراهم في عقولنا وقلوبنا ماحيينا، لأنه شرف عظيم أن تبقى أسماؤهم تطرب أسماعنا ،وصورهم تزين جدران قلوبنا وجدران بيوتنا، فكثيرون أسماؤهم تمر على أسماعنا وهم لايستحقون حتى أن تذكر تلك الاسماء، وكثيرون نرى صورهم هنا وهناك مع أنهم لايساوون بالأساس ثمن تلك الصورة التي نصبت هنا أو هناك، فاولئك ممن يسمون شهداء الواجب هم من ينطبق عليهم قول الشاعر في (صدر) البيت: (وكم من رجل يمر بألف رجل) فواحدهم يساوي مليونا وليس ألفا، ولكن حسرتنا على من قال عنهم الشاعر في (عجز)البيت: (وكم من ألف يمر بغير عداد)!!!. رحم الله من ضحوا بأنفسهم من أجل الواجب وأسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ،وحمى الله الوطن من كل مكروه، وأدام الله قائد الوطن تاجا فوق رؤوسنا إنه سميع مجيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد