أهلاً بمعاليكم

mainThumb

21-02-2009 12:00 AM

باسم الوطن والمواطنين أهلاً بمعاليكم ... يا أيها الحامل في حقيبته ألف خطة وخطة, ومئة فكرة وفكرة, صهوة مكتبكم جاهزة للانطلاق وعجلات كرسيكم معدة للسير في ردهات المتابعة الميدانية والعمل الجاد...، هاهم الموظفون قد أطلُّوا من الشرفات يرحبون ويلوحون، فمنهم المنتقدون والمعلقون على: طول القامة، ولون البدلة، ونوع ربطة العنق، ولون صبغة الشعر.

وفئة أخرى منهم ترقب كيفية نزولك من سيارة الوزارة وأسلوب صعودك على الدرج....، سكرتيرة المكتب وصلت إلى الباب الرئيس لتحيي القادم الجديد، وعلى وجنتيها حمرة الخجل من الوزير السابق الذي ودعته للتو، إلا أنها مبتهجة وباشة لهذا التغيير؛ لعلها تفوز بإحدى الجوائز السنية. " يصل معاليه الى مكتبه الفاره، والبِشْرُ يعلو محياه، وعـطـر( كلايف كريستيان) ي?Zتـ?Zضوّ?Zعُ (يفوح) فـي المــكان.

يجلس، وينظر يمنة ويسرة, ثم يسرح ناظريه في سقف الغرفة وجوانبها، ويرمق الثريا المعلقة ذات اللون الذهبي، والسجادة الحمراء التي يذكره لونها بعيد (الفلانتاين) الذي مر قبل أيام، وينظر إلى طقم الكراسي الذي أُُحضر قبل أسبوعين من قدومه،... يفتش في أدراج المكتب لعل زميله السابق ترك له رسالة وداع، أو خطة عمل لم تُنفّ?Zذ، أو مجموعة من الدبابيس ذوات الألوان المختـلفة التي لا يعرف سر ألوانها وألغازها إلا السكرتيرة المحترمة.

بدأ معاليه بتسجيل الملاحظات، ودفع بها إلى صاحبة العفة والجمال: تغيير المكتب كاملاً: (كراسي، طربيزات، فازات، سجاد، مكيفات، ستائر... إلى آخره) فضلا عن رقم (الموبايل) ونوعه.

وبأقصى سرعة لا أريد أن يبقى من أثر السابق أيُّ شيء.... وغداً سنبدأ بالإجراءات الإدارية: المناقلة بين المستشارين ومديري الدوائر ورؤساء الأقسام، وملء الشواغر والالتقاء بالصحفيين ووسائل الإعلام لشرح خطة العمل؛ لأن المطلوب منا هو التحديث والتغيير، ووضع الخطط والبرامج ومتابعة تنفيذها قبل أن تصدر إشاعات التعديل أو التغيير الجديدة، وتصبح- فيما بعد- بحكم المؤكدة، مع رجاء إبلاغ شكري وتقديري لكل المهنئين أصحاب السوابق واللواحق من الطلبات والإحتياجات ".

أما تعلم عزيزي المواطن أنه قيل في العامية: ( كل جديد وإله رقصة ) وأرجو ألا ينطبق علينا قول الشاعر: إذا رفّ?Z نجمٌ فخدامُهُ .... وأحنقُ أعدائه إنْ ه?Zوى. عذراً، أعزائي القراء، وللحديث بقية...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد