هوغو شافيز .. والشوفينية السياسية

mainThumb

01-03-2009 12:00 AM

كان شافيز من هواياته عشقه التحليق في الفضاء والقفز المظلي وذلك على المستويين العادي والعمل السياسي ، وقد تحقق له ذلك الحلم بان أصبح من قوات المظليين في الجيش الفنزويلي ولكن لم يقف طموحه عند هذا الحد ؛ فكانت نظرته وباستمرار الوصول إلى السلطة بعد محاولات انقلابية فاشلة إلى أن تم انتخابه في عام 1998 رئيسا لبلاده وأعيد انتخابه في عام 2000.

وعليه ؛ فقد قام شافيز بقفزة سياسية نوعية ذات شوفينية طويلة المدى بتعديل مادة في الدستور تتيح له الترشح لمرات عديدة من خلال حصوله على صك شعبي يسمح له بذلك ، مستفيدا من تسخير موقعه لإبراز شخصيته الوطنية والتحليق بالأجنحة الشعبية الفقيرة لمحاولة الصعود إلى القمة واحتكاره السلطة وتحقيق رؤيته بان تكون فنزويلا دولة اشتراكية تتخذ تصورا جديدا للعالم ونظرة أكثر عمقا وتطورا حول صراع الطبقات ؛ ولهذا فان شافيز يعتمد على فكرة الثورة البوليفية من خلال توزيع الثروات وتمويل المشاريع الاجتماعية الخاصة بذوي الحاجة والتي جوهرها اجتماعي ولكن الهدف منها سياسي لمواجهة النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية .

إن المتتبع لسياسة هوغو شافيز المشاكس الذي أصبح حليفا لكوبا وإيران وكوريا الشمالية يستخلص منها شخصيته الجدلية التي تميل إلى نظرية السيد الذي يمكن ان يصبح عبدا لهواه ومتأرجحا بين المثالية والمادية في الفكر والسلوك .

إذا ما تمكن شافيز بالفوز في عام 2012 فانه بات يتمتع بسلطات واسعة تؤدي حتما إلى وأد ما تبقى من مكاسب للديمقراطية من خلال نظامه الشمولي المقتبس من النموذج الكوبي .

ومع تسليمنا بمثالية الأفكار التي يطرحها شافيز في تعامله مع الشؤون الداخلية والخارجية إلا أن غياب مبدأ تداول السلطة وتعميق النهج الديمقراطي يؤدي الى استئثار بالسلطة ويفضي إلى نهائيات مأساوية كما حصل مع الجنرال التشيلي اوغتستو بينوشية مما يدفعنا إلى القول ان أدوات التغيير لا تنحصر في رأس السلطة بل هي منهج سياسي واجتماعي يأخذ بعين الاعتبار تحريك القوة الفاعلة في المجتمع والقادرة على ضبط الإيقاع السياسي والاجتماعي وفق منظور شمولي يسعى لتحقيق الأهداف السياسية للمجتمعات الصاعدة من طور النمو إلى طور الاستقلال وبناء القدرات الذاتية ؛ وأخيرا نقول أن الحقيقة المؤكدة التي لا تتغير هي انه لا يوجد شئ مؤكد ولا يتغير لان من يطلب كل شئ يفقد كل شئ.

Malek_kh71@ yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد