أنشكر هيكل، أم .. ؟!

mainThumb

30-03-2009 12:00 AM

 لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منك أواهلُ لما أسمع المعري الشريف الرضي بيت المتنبي المذكور عرف أنه يقصد قول أبي الطيب : وإذا أتتك مذمتي من ناقص... فهي الشهادة لي بأني كامل منازل الأردن يا سيد هيكل لها قداستها في قلوب كل الأردنيين, ولها تاريخها العريق في سجل ذكرياتهم المجيدة. وقيادتهم الهاشمية يا سيد هيكل تتربع على عروش أفئدتهم وعقولهم منذ فجر تأسيس المملكة. أما أن ننتظر حتى يوقظنا الآخر فهذه مصيبة، وأن نتريث حتى نشعر بصدق وطنيتنا وانتمائنا عن طريق إيقاظ الآخر فهذه كارثة، وأن يكتب تاريخنا وشعرنا ونثرنا، ويلغي حُداء أبطالنا على أسوار القدس الشريف فهذه مصيبة كبرى. تهليل وتكبير أبطالنا في اللطرون وباب الواد وجبل المكبر مازال يتردد في جنبات الأقصى المبارك .ولن نقبل أن يساوم علينا الآخر في سوق الإعلام الرخيص. - يا سيد هيكل، نحن الذين لم نحفل بجهاد أبطالنا في فلسطين عام 1948. - يا سيد هيكل، نحن الذين غيبنا دماء شهدائنا عام 1967، فقالوا ستة عشر شهيدا، وكانوا سبعمائة. - يا سيد هيكل، نحن الذين ضيّعنا صورة شهدائنا في يوم الكرامة عام 1968، فقال عنا الآخر إنا كنا طرفا ضعيفا في تحقيق النصر المؤزر. - يا سيد هيكل، نحن الذين لم نقل للعالم: إننا نحمي جبهة مع العدو طولها 650 كم . - يا سيد هيكل، نحن الذين غيبنا بطولة جيشنا على ثرى الجولان عام 1973. - يا سيد هيكل، نحن الذين رمينا ذلك كله مع الريح، فكانت ذاكرتنا ضيقة . - يا سيد هيكل، نحن الذين قبلنا كل المؤامرات التي دُبرت ضدنا بليل. - يا سيد هيكل، ما بأيدينا رُفعت أقلامنا وجفت صحفنا. - يا سيد هيكل، إعلامنا باهت لا يعبر عن هويتنا الحقيقة , فهو غريب عنا أحيانا. - يا سيد هيكل، كلماتنا خجولة، والشعراء في بلادنا ليسوا من لوننا , ولا يلهجون بدعائنا وكلماتهم وألحانهم لا تغني صوتنا، ولا تردد أشجاننا . - يا سيد هيكل، جامعاتنا ومؤرخوها يدونون للآخر, وصفحات موسوعاتهم لا تتسع لنا، فهم يلقون بنا خارج التاريخ والتأريخ . - يا سيد هيكل، صوتنا خافت لا يكاد يخرج من حدود أثيرنا، لأن كتابنا وإعلاميينا ليسوا لنا ولا منا، فخجلنا بارد وحناجرنا ضيقة. - يا سيد هيكل، نحن الذين جيرنا أنفسنا للآخر وقبلنا بذلك ، فطبقت علينا نظرية المؤامرة لأنا قليل عديدنا. ولتعلم يا سيد هيكل بأن الكرام قليل. - يا سيد هيكل، نحن الذين حوصرنا زمنا بفكرنا وكتاباتنا ومواويلنا وأغانينا..., فتعطلت لدينا لغة الكلام . - يا سيدهيكل، أخافونا إذا كتبنا تاريخنا، وإذا غنينا عشقنا لوطننا. - يا سيد هيكل، نحن الذين قلنا لضيفنا: نحن الضيوف وأنت رب المنزل، فوجدنا أنفسنا بلا غطاء جياعا خارج الدار. أطللت علينا يا سيد هيكل قبل عشر سنوات وعزفت على الوتر نفسه، وغنيت اللحن نفسه الذي تردده الآن، وكأننا ما سمعناك, وقصرنا بحق الرد عليك، وكأنه كان في آذننا وقرا، ولم يعدُ ما أصابنا إلا قشعريرة أو رجفة بسيطة,فنحن لا نتذكر حق الرد إلا عندما يوقظنا صوت الآخر المرجف. أتظن يا سيد هيكل أننا سنشكرك على صنيعك ؟!. أم نقول لك ؟؟: إن جاءئا من يشتهي السوط?Z جلدُهُ.... سنجلده حتى تقرّ?Z نواظرهْ فهذا الحمى يا سيد هيكل: ................... حمى لا تستباح حــواضرهْ نعرفك يا سيد هيكل بفطرتنا ، وببداوتنا، وبصمتنا، وبصبرنا، وبجوعنا. وإن خشبة المسرح ستضيق ذرعا بكل الممثلين. وإن ذاكرتنا الشفوية واسعة وستروي كل الأحداث بصدق لكل الأجيال القادمة. ورحم الله الحسين الخالد، ووفق سيد البلاد الباني. وعذرا أعزائي القراء، فللحديث بقية.... Alnooti_2005@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد