صحيفة السوسنة الأردنية

قيام وزارة البلديات مشكورة بدعوة شريحة كبيرة من مختلف الفئات العمريه والمهنية والاجتماعية في مجتمع مدينه ماحص المحلي إلى ورشة عمل ,في مدرج المدرسة الثانوية للبنين يوم السبت الموافق 28/3/2009 , للمناقشة والمشاركة في وضع الأفكار والتصورات والاحتياجات والأولويات , حول حل المشاكل والمعيقات والصعوبات التي تواجه حاضر ومستقبل مدينتهم, للاستئناس بها وإدراجها عند وضع المخطط الشمولي للمدينة .

تعتبر هذه الدعوة بحق بادرة تستحق الإعجاب والتقدير وهي بالفعل قفزة نوعية في التعامل الحكومي مع المواطنين ليكونوا مشاركين في التخطيط بما يهم مستقبل مدينتهم , والابتعاد عن الأفكار الأبوية البالية القديمة التي كانت تعتمد الوصاية في التفكير والتخطيط المركزي والتنفيذ بعيدا عنهم, كأنهم مازالوا قاصرين , بحيث تخرج المشاريع والدراسات نظرية ضعيفة وهزيلة وغير واقعية عند التنفيذ , هي في واد وما يريده الناس في واد آخر.

لقد لاحظنا بوضوح التخطيط الراقي والجهد الشاق المبذول في الإعداد للورشة والإدارة الناجحة لمجرياتها من اجل استنباط الأفكار والآراء من المواطنين بطريقة علمية بحثية حديثة من قبل نشميات الوزارة , و لقد كانت الورشة ممتعة وجدية وجعلت المواطنين المشاركين يلتقون بمحبة ويتوحدون باهتمام بالغ في طرح جميع القضايا والتحديات التي تواجه بلديتهم , وطموحاتهم في تحسينها وتطورها ,قضايا كثيرة طرحت أتذكر منها , استكمال شبكة المجاري وتحسين الطرق واختلالات التنظيم العشوائي القديم وإيجاد منطقة صناعية وإيجاد حلول للتلوث البيئي الناجم عن مصنع الأسمنت , وتوفير خدمات صحية تكون قريبة منهم حيث العيادة الحالية بعيدة , وطموحهم في تحويل مستشفي الأمراض النفسية الموجود بين بلديتي ماحص والفحيص إلى مستشفي يعالج أهالي المنطقة جميعها , وأثيرت قضايا تهم الشباب والسيدات ,ولقد كان جل اهتمام الحاضرين ضرورة الإبقاء على الطبيعة السياحية الساحرة الخلابة للمدينة , والإبقاء عليها خضراء يانعة تسر الناظرين , والاهتمام بمياهها وبينابيعها , وهنا لابد من إثارة موضوع (تطوير عين ماحص) المطمورة ألان , والذي كان الناس يتحدثون عنه كثيرا ولكنه للأسف لم يثر في الجلسة , وهو باختصار أن يتمكن المواطنين من الاستمتاع بمشاهدة المياه الغزيرة المتدفقة من العين قبل أن يتم ضخها لمصنع الأسمنت الذي يستولي على جزء كبير منها واستخدامها للأغراض الزراعية أيضا ,مثل هذا المشروع السياحي الترفيهي مهم جدا للبلدة , ويوجد ما يماثله في بلدان عربية مجاورة .

ولقد كانت هذه الورشة برعاية المهندس شحادة أبو هديب وزير البلديات الذي قال في كلمة الافتتاح (إن الوزارة ستقوم بناء على التوجيهات الملكية بالعمل على وضع مخطط شمولي لكل مدينة وقرية أردنية بهدف تحديد الرؤية المستقبلية للتنمية الشاملة لمناطق المملكة كافة من خلال إشراك المجتمع المحلي ومؤسساته في وضع الأولويات في تنفيذ المشاريع التي تنعكس إيجابا على المواطنين كافة كذلك تحديد التحديات لنعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها مؤكدا أن المواطن سيلمس خلال السنوات المقبلة الفرق في مختلف المجالات عند تنفيذ المخطط الشمولي في المدن والقرى الأردنية) وأما بخصوص ماحص فقد قال (أن المخطط الشمولي لمدينة ماحص يحتوي على دليل الحاجات المحلية الذي يتضمن جميع المتطلبات التي تحتاجها المدينة مع مراعاة النمو السكاني وحاجاتهم في مختلف المجالات التعليمية والصحية والسياحية والبنية التحتية وغيرها وان الهدف منه أن يكون المجتمع المحلي شريكا رئيسيا في اتخاذ القرارات بناء على المعلومات التي يتم جمعها في جلسات المناقشة وانه اعتبارا من عام 2010 سيكون تنفيذ المشاريع حسب الأولويات التي وضعها المجتمع المحلي بما يعود بالنفع على المدينة مع مراعاة جميع الآراء ووجهات النظر من مختلف الشرائح للوصول في النهاية إلى مخطط عملي قابل للتنفيذ على أرض الواقع حسب الأولويات الموضوعة والإمكانات المتاحة).

وقال أيضا انه( خلال الأربعة اشهر المقبلة سيتم التوصل إلى الشكل النهائي للمخطط الشمولي لمدينة ماحص بحيث يكون متوافقا مع المخططات الشمولية للمدن المجاورة في محافظة البلقاء للخروج بمخطط شمولي للمحافظة ككل مطالبا بوجوب تشخيص واقع الحال وحصر المشاكل والقضايا التي تعاني منها ماحص سواء في التنظيم أو المرور أو الصرف الصحي وغيرها ووضع جدول زمني لإيجاد حلول لها وكذلك تحديد العشوائيات وبعد ذلك سيقوم فريق متخصص بدراسة هذه الأمور كما ستتم مناقشة طبيعة المنطقة والمقومات التي تمتاز بها والعمل على استغلالها).

نتمنى لوزارة البلديات التوفيق والنجاح في تنفيذ هذه المخططات الواقعية الطموحة التي تعزز مفهوم الديموقراطية و المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات والتخطيط المستقبلي , بحيث لا تبقى مثل هذه الدراسات الرائدة الجادة حبيسة الأدراج , وان لا تنتهي باستقالة الوزير أو تغير الحكومات والأشخاص , بل تبقى ضمن البرامج المستقبلية الثابتة وقيد التنفيذ.