صحيفة السوسنة الأردنية

لا أعرف هل سأحابي الكرك في مقالتي هذه أم لا ... لأنني أعشقها صبية أغتسل الندى من مدامعها ... و استنشقت الزهور شذاها ... و نام الليل على يديها ...!!

نعم سأحابيها لأنها تسكن بداخلي و لأنني أشتم عبق الماضي فيها ... و لأنني تعلمت أبجديات الانتماء و الحب من ثراها و من التحام عرق الأحرار فيها بترابها الطهور ...!!

و ها هي الكرك اليوم تحتفي بكونها مدينة الثقافة الأردنية ... كعروس انحنت لها الشمس و قبل جبينها القمر ... و تمنت السماء لو أنها الأرض التي تمشي عليها ... هي الكرك التي تشعر بكبرياء النفس في وديانها و تسمو الأرواح على جبالها ... فعانق مؤاب المجد و عانق شيحان الكبرياء ...!!

هي الكرك التي تلتف حولها النجوم لتحملها و ليشع نور انتصاراتها و لتجلس على عرش الوفاء ... أميرة تحكم قلوب أهلها الشرفاء ...!! و الكرك إذ تحتفى أو الأدق يحتفى بها ... فلأنها جسر يربط تراثنا الخالد بنفس الأجداد و قبلات جداتنا بحاضر جعل الجميع يعودون إلى حيث تكمن الأصالة و الصدق و الإباء ... و لأنها امتداد لتأريخ مجيد ... سطرته أياد الأوفياء لأمتهم ... و لأنها حلم الذين يتوقون للعيش بحرية و للذين رسموا بدمائهم كلمة البدء لمدينة نحتت في قلوب الصابرين المرابطين الذين تلونت وجوههم بلون صخورها ... !!

هي الكرك التي تأبى إلا أن تظل المهرة الأصيلة التي تداعب خيالها ... ذلك الكركي الذي عشق الجنوب و عانق الشمال ... و قبل الوسط ...!! هي الكرك التي قدمت الشهداء للذود عن ثرى الأردن ... و ما زالت تقدم النشامى الذين هم الدرع الحصين لهذا الوطن الكبير برجالاته و القوي بعزيمة أبناءه ... و المتماسك من جنوبه لشماله و من شرقه لغربه ....بعناق محافظاته ....!! تحية إجلال و إكبار و انحناء للكرك الأبية .... تحية ملؤها الحب و الفخار لأهلها الشرفاء ...!! مبروك للكرك هذه الاحتفالية الرائعة و هذه الجدارية التي رسمت على جبين أهلها ... مبروك لتلك القلعة الرابضة و الصامدة صمود المنتصرين ... !! مبروك لها هذا الإشعاع الثقافي الذي تزدان به ...!!