"حدث معي في الأردن .. "

mainThumb

04-04-2009 12:00 AM

أبو مشاري من المملكة العربية السعودية ، يقول كنت في زيارة إلى الأردن مع زوجتي وثلاثة من أطفالي ، وفي طريقنا إلى الحدود الأردنية السعودية منفذ العمري تهنا في احد الأحياء التجارية داخل مدينة "الزرقاء" ، فأوقفت شاباً بسيارة "كيا لون ابيض " ، وسألته عن طريق الخروج من المدينة باتجاه الحدود فأبتسم الشاب وقال "إلحقني يا زلمه..." ، وفعلا تبعته حتى خارج المدينة وصولاً إلى الطريق الدولي وكنت أقول لأهلي أصبحت اعرف الطريق الآن...ولكن ذلك الشاب ما يزال يسير أمامي ويضئ "الغماز الرباعي" ...وبكل صدق وبعد أن ابتعدنا عن المدينة بدأ الخوف يتسرب لنفسي ، وقلت يبدو أن لدى الشاب نية غير سليمة.... ، بعد أن تخطينا المنطقة الحرة وعند ما يسمه أهل الأردن "إشارة الشرطة العسكرية..." وهو مفترق الطرق الذي يؤدي إلى حدود العمري توقف الشاب إلى جانب الطريق ، فتوقفت خلفه وترجل من السيارة وجاء إلى النافذة من جهتي ولم يأتي من جهة زوجتي.... ، وأشار لي بيده قائلا اتبع هذا الطريق "دوز دغري ولا تلف لا يمين ولا شمال ...والله معك .." ، ترجلت من السيارة وبعد أن صافحته مددت يدي إلى جيبي وأخرجت منها مبلغاً من المال بالعملة الأردنية لا اعرف كم يبلغ ولكنه ليس بالقليل وقلت له هذا ثمن البنزين .... ....كأنني مددت عليه أفعى سامه أو أشعلت تحته ناراً حاميه، أوكأنني شتمت أحداً من أهله أو أنني فعلت أمرا محرما أمامه لا سمح الله ، احّمر وجهه وانتفخت أوداجه واستشاط غضباً ، وبدأ يصرخ ويقول انتم تعتقدون أن لكل شي ثمن انتم تعتقدون أننا هنا نخدم الناس من اجل المال....(أنت مفكر حالك بدولة كذا....يا أخي أنت بديرة أبو حسين ، وأنت ضيف علينا ومهي من عادتنا نأخذ حق الضيافة ...) استمر الأمر لدقائق وتوجه الشاب لسياراته وهو منفعل ...،ثم تبعته وبدأت اعتذر وقلت له أن المسافة التي قطعتها لتوصلنا إلى هذا المكان بعيدة وهي مكلفة .....، لم ينطق ذلك الشاب بحرف واحد ، ولكن علامات الغضب واضحة على محياه وانطلق بسيارته عائدا من حيث أتى دون أن ينظر نحونا ...انطلقنا نحو الحدود وأنا بحالة غثيان شديد وانزعاج من ذلك الموقف ..... واستطرد أبو مشاري يقول ....أنا شخصيا أحب الأردن من قبل فهي بلد طيب وشعبها كريم وهم الأكثر قرباً من الشعب السعودي ولا اشعر بفرق بين الرياض وعمان ولا بين حائل واربد ولا بين الدمام والزرقاء .... ، ونشعر بالأمن والآمان فعلا ، فانا أتردد على الأردن قبل (15) سنة ، حيث كنت أزورها مع أصدقائي من قبل واليوم أزورها مع أهلي وأبنائي، ولا اذكر أنني تعرضت لأي حادث قد يعكر حبي لهذا البلد وأهله ، واليوم موقف ذلك الشاب وتصرفه زاد من حبي للاردن وأهلها ، ولكن الأمر الوحيد الذي أندم عليه هو عدم معرفتي لأسم ذلك الشاب أو عنوانه حتى أتمكن من ذكره في هذه الرسالة ، أو أزوره مستقبلاً تعبيراً عن احترامي له ولبلده ، لذا اسمح لي عبر مقالتك أن اشكر جلالة الملك عبد الله الثاني على قيادته لهذا البلد واشكر الشعب الأردني على كرم الضيافة واشكر ذلك الشاب على حسن تصرفه وأقول له لقد كنت مثالاً يحتذي بكرم الأخلاق وطيب النفس والنخوة الأردنية واعتذر منك على تصرفي غير اللائق وحمى الله بلدك من كل شر .

*********************

يوم الجمعة الماضيه كنا في سياحة داخلية باتجاه شلالات "راجب" بالقرب من عجلون، وعند مرورنا "بعنجرة" سألنا رجل خمسيني يحمل كيساً من الخبز ومعه طفله عن الطريق، فكان قمة في الإخلاص والوصف وبلهجته الفلاحية المميزة قال.... ((تروح يمين وتضلك مع الطريق الطريق ، وبعدين تاخذ يسار ، وتخلي شجرة الحور وراك ، وفيه نزول حاد دير بالك أعطيها عكسي ، وبعد 500 متر فيه حفرة على جنب الشارع احترس منها لا تبنكت وخليك يمين يمين وإنك واصل ، الطريق ما إتوه...هاه عساك دليت ؟)) أجبته نعم يا حجي بارك فيك وشكرا إلك ...((يعني حفظت الطريق كويس)) ...قلت نعم ، قال ((هسع جيرت الله الفطور جاهز بالحاكورة هًناك يابه ،تفطر أنت وعيالك وبعدين الله يسهل عليكوا جيرت الله هه...)) شكرته ورجوته أن يسامحنا هذه المرة ووعدته بزيارة خاصة له وتركناه وطفله ملوحاً لأطفالي والبسمةُ تعلو محياهم ..... فشكراً يا أهل عنجرة .

zyoodco@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد