صحيفة السوسنة الأردنية

بعد الحديث الطويل عن مجلس النواب والانتقادات التي توجه له صباح مساء ، حول ضعف الاداء وعدم قدرته على تحقيق ما يخدم المواطن وتوجهه للبحث عن منفعة هنا أو امتياز هناك، أو عن اعفاء في تلك الزاوية أو منحة في زاوية اخرى ,, وبعد أن اصبح هذا الموضوع مزعجاً فقد تقرر حل مجلس النواب والدعوة الى انتخابات مبكرة خلال مدة اقصاها الشهرين تكون الحكومة خلالها قد وضعت قانون انتخاب جديد يتلائم وطبيعة المرحله مع الاخذ بعين الاغتبار الغاء مبدأ الصوت الواحد لانه لا يحقق العدالة وكذلك ايجاد آلية مناسبة لمنع اصحاب الثروات من الوصول الى قبة البرلمان من خلال استغلال أموالهم لهذه الغاية ..

إنحل المجلس ، وبدأت الحكومة بإعداد قانون الانتخاب الجديد من خلال اخذ رأي ومشورة أهل الخبرة في العمل السياسي واالبرلماني حتى يتم تلافي الاخطاء والثغرات التي قد يبنى عليها لانتقاد الانتخابات التي ستجري على أساسه .

أنجز القانون ووضع حيز التنفيذ وأعلن عن يوم الانتخاب وبدأت التحركات السياسيبه على قدم وساق في الوطن على المستوى الحزبي والعشائري والمصلحي والتكتلات من اجل دراسة الخارطه الانتخابية واتخاذ القرار في خوض الانتخابات بناءة" على نتائج الدراسات من حيث الثقل السياسي والقوه العشائرية وكثافة القاعدة الشعبية , وبدأ الراغبون بالترشح نشاطهم مبكراً لضمان الحصول على الدعم المناسب من المجتمع من خلال الجولات الميدانية على المنازل والمنتديات والمقرات لشرح الافكار التي يتبناها المرشح للخروج ببرنامج انتخابي واقعي بعيداً عن التسويف والوعود المستحيلة .

في هذه الاثناء بدأ اصحاب المال والثروات ورجال الاعمال بالظهور في المجتمع من خلال محاولات اختراق الاحياء الفقيرة وذلك بتوزيع الهبات والاعطيات والمواد التموينية التي انقطعت منهم على مدى أربعة اعوام , جاءوا ليكرروا الكرة حيث استطاعوا في الانتخابات السابقة استغلال فقر الفقراء بما وزعوه من طرود تحتوي على مواد تموينية وغذائية وما أطلقوه من وعود تبين انها زائفة لم يطبق منها شيء ، الا انهم فوجئوا بمقاومة شرسه من قبل هؤلاء الفقراء الذين تيقنوا ان هذه الفئة من المجتمع تمتهن كرامتهم وتحاول شراء ذممهم للتخلي عمن يحمل همومهم وشكواهم والركض وراء خداع الاثرياء فبدأوا بطردهم واخراجهم من احيائهم عاد هؤلاء المستغلون يجرون اذيال الخيبة بعد أن وجدوا انهم محاصرون فها هي الحكومة ضيقت عليهم الخناق فلم تعد تتهاون معهم أو تقدم لهم التسهيلات للوصول الى قبة البرلمان وها هم الفقراء قاوموهم وطردوهم ولم تنطلي عليهم حيل المال والطرود وحفنات الرز والسكر.

جرت الانتخابات ولا حظ المواطن انه يمارس حقه بكل اريحية ودون خوف من ان تذهب مشاركته ادراج الرياح فلم يعد للمتنفذين والاثرياء مكان بين الفقراء والكادحين ولم تعد تنطلي عليه حيل الوعود البراقة ولم تعد هناك اجراءات تحابي هذا المرشح على حساب ذاك .

انتهت الانتخابات وأفرزت نواباً من ابناء الشعب الذين عاشوا معه فقره وبؤسه ودرسوا حياته ووضعه الاقتصادي والاجتماعي , القادرون على حمل همه ونقل صوته وإبداء رأيه دون أن يكون لهم مطمعاً بمنفعة أو منحة أو اعفاء أو امتياز ،، شعر المواطن انه أوصل الى قبة البرلمان من يرى بالوطن شجرة يأكل من خيرها ويستظل بظلها ويرويها من عرقه ودمعه لا من يرى الوطن بقرة حلوب يمتص منها متى شاء وكيفما شاء واذا جف ضرعها القى بها الى أقرب جزار ,, أو هو فرس يمتطيها ليخوض كل منافساته الاقتصادية والمالية وسباقاته نحو الثروة والاستغلال وما أن يرى منها تعباً يطلق عليها الرصاص .... هذا هو مجلس النواب الذي نريد وهؤلاء هم النواب الذين نريد ... صرخة أطلقها قبل ان يصحو من نومه ليجد نفسه عاش حلماً صعب التحقيق .