أبنائنا وأبناءهم

mainThumb

11-04-2009 12:00 AM

إن المتأمل في الواقع اليوم يجد أن التربية الأسرية عند الكثير من الآباء والأمهات لا تستمد من سيرة تاريخنا الإسلامي الأصيل.

إن أبناء اليوم لا يهمه أكثر من الأكل والشرب واللعب وليس هذا ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة الكرام عندما كان همّ?Z أحدهم أنه كيف ينشر دين الله في أرجاء الأرض والجهاد في سبيله..

ونذكر في هذا المقام قصة حصلت مع الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما كان في غزوة بدر عندما جاءه غلاماً ووكزه وقال له يا عماه : أين أبا جهل ؟ فاستغرب من هذا الطلب، وقال له : لماذا تريده؟ قال : لقد سمعت أنه يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويؤذيه، وأريد أن أقتله ، وفجأة جاءه غلام آخر وطلب منه نفس الطلب ، وكان أبا جهل أمامه وقال لهم : هذا أبا جهل، فانقضا عليه سريعاً وقتلاه وذهبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحدهم : أنا قتلت أبا جهل، وقال الآخر : لا أنا الذي قتله ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : هل مسحتم سيفكم ؟ فقالا: لا ، فرأى الدم على سيوفهم فقال صلى الله عليه وسلم : كلاكما قتله .

وهؤلاء الغلامان هم معاذ بن عمرو بن أبي الجموح ومعاذ بن عفراء وكان عمرهما لم يتجاوز التسع سنوات ..

ما أجمل أن يتربى الأبناء على مائدة القرآن والإيمان ودروس العلم كما كان الصحابة الكرام والتابعين يذهبون بأبنائهم إلى دروس العلم ويتدارسون القرآن مع أبناءهم في البيت .

ولكن اليوم نجد العجب العجاب في تربية الأبناء، فالأب لا يهمه كيف سيكون سلوك ابنه أو بنته، ويخرج الولد أو البنت من البيت إلى الشارع وزيارة الأصدقاء والأم والأب لا يعرفون إلى أين يذهبون ..

ولكن في الماضي كانت التربية أهم شيء في حياة الوالدين الذين تربوا هم على الدين والأخلاق الإسلامية الحميدة ، كيف لا ويكون الولد خليفة لأبيه فإن كان صالحاً فنعم السمعة له ولأهله وان كان غير ذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله ..

ما أجمل أن نجد الأب يستيقظ لصلاة الفجر ويوقظ ابنه والأم كذلك توقظ ابنتها للصلاة معاً ويكون في البيت درساً أسبوعيا لا نقول يومياً يكون فيه وعظ وتربية وإرشاد للأولاد .

إن تربية الأولاد في هذا الزمان ضرورية جداً مع الانفتاح على الفضائيات والانترنت وغير ذلك من الوسائل التي لم تكن موجودة في الزمن السابق .

إن المتأمل في سيرة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعين يجد أجود أنواع التربية الأسرية للأولاد والبنات .

ومن آداب التربية الأسرية أن نحسن تسمية الولد فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ))[ متفق عليه] وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن أحب أسماؤكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن )).

فقال المباركفوري : ويلتحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد، وإنما كانت أحب إلى الله لأنها تضمنت ما هو وصف وأحب إلى الله وما هو وصف للإنسان وأحب له، وهو العبودية ، ثم أضيفت العبد إلى الرب إضافة حقيقة، فصدقن أفراد هذه الأسماء وشُرِّفت بهذا التركيب فحصلت لها هذه الفضيلة .,

ومن السنة أيضاً تكنية الولد في صغره، حتى يكبر ويعلم ويبحث عن اسم هذه الكنية ويقتدي به، ويجب أن تكون الكنية إسماً طيباً دالاً على معنى، لا أن يكني الأب ابنه او ابنته بأسماء اللاعبين والممثلين وغير ذلك من الفاسدين .

لذا يجب علينا مراجعة أنفسنا وان نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )) .

 

فما أجمل أن يأتي أحدنا يوم القيامة ويوم في صحيفته حسنات كثيرة ولم يعمل عملاً يذكره في الحياة الدنيا. فيسأل هذا العبد ربه عز وجل من أين أتت لي هذه الحسنات ؟ فيقول الله تعالى: إن لك ولدُ صالح كان يدعوا لك في الدنيا .

وعندما تكون تربية الأبناء على حفظ القرآن الكريم يأتي الأب والأم يوم القيامة وعلى رأسهم تاج الوقار وهذا التاج لا يلبسه إلا لمن كان ولده قد حفظ القرآن الكريم كاملاً فهذا جزاءه يوم القيامة ( تاج الوقار )

وأخيراً يجب علينا إن ندرك أن عصر الصحابة لم يكن كعصرنا هذا ولكن هؤلاء رجال بكل كلمة، فهذا أسامة بن زيد رضي الله عنه قاد جيشاً وكان عمره سبعة عشر عاماً وكان في هذا الجيش أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وكبار الصحابة .. وغيره الكثير من الصحابة والتابعين الذين سطروا لأنفسهم كلمات ومواقف تذكر على مدى التاريخ .

فلماذا لا تجعل لك ولأبنائك إسماً يسجل في ذاكرة التاريخ في سجل الشرف، فليواظب كل واحد منا على تربية أبناءه تربية إسلامية صحيحة وليعلم أن كل هذا الأجر سيجده في الآخرة ..

amerobead@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد