ع?Zـطوان ، لا تهدم البنيان

mainThumb

08-05-2009 12:00 AM

إصرار الكاتب عبدا لباري عطوان على التقرير في أذهان الناس ، أن العرب مهزومون سياسيا في كل الأحوال ، يبعث على الأسى ، فنبرته لا تتغير ولا تتبدل ، فهو لا يرى أغلب الأشياء إلا بمنظار أسود مهما كانت بيضاء كالثلج ، فاعتقاده الجازم أن الملك عبدالله الثاني عاد من واشنطن وقد حمّل مطلبا أمريكيا بتعديل المبادرة العربية المقترحة للسلام ، وتأكيده بأنه من خلال تجاربه السابقة مع الحكومات العربية ‘ فإن ما تريده أمريكا سوف تحصل عليه باجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ، كل هذا لم يتحقق ، وجاء التصريح على لسان أكثر من مسؤول أردني وعربي بنفي ذلك وأن المبادرة ليس عليها تعديل.

إن لجوء بعض وسائل الإعلام العربي إلى الترويج لأخبار باطلة وتحليلات بائسة ، مسوقين حججا واهية وعبارات مثيرة ، إنما هو في الحقيقة مخطط للنيل من سمعة الأردن ، وتشويش على حضورها اللافت وإنجازها العظيم في واشنطن ، والذي أوجد في صدور البعض الحسد ، بدلا من أن يعظموا هذا الإنجاز ويشجعوا الآخرين على الاقتداء به (لو كانوا يحملون حسا إعلاميا عربيا صادقا ) . فوقوف المليك واثقا من نفسه ، ومتسلحا بموقف عربي موحّد ، ومصرا على إسماع الأمريكيين صوتا حرا مرتفعا ، وبنبرة شجاعة لا مستجدية ، أربك الإسرائيليين ، وأوقعهم في مأزق سياسي غير متوقع ، وجعلهم يفقدون توازنهم أمام التّغير اللافت في الموقف الأمريكي الجديد في موضوع الالتزام بحل الدولتين ، وهو ما كان كافيا لكل إعلامي صادق أن يستغلّ ذلك الموقف استغلالا قوميا تعبويا يساند الدور الأردني الممثل للعرب هناك .

إن انتهاج فلسفة تحليلية من منطلق (الهوى السياسي) مع شيء من الإصرار على تسويق وجهة نظر طرف ما لا يروق له ما تحقّق ، إنما هو أمر مخز ، ونوع من الهزيمة النفسية أو الإفلاس السياسي الذي طالما جعل من بعض إعلاميينا خوّانين للأمة ومشككين بقدرتها على إحداث التغيّر على الساحة الدولية ، بحجة أن التجارب كلها متشابهة ، لذا صار على هؤلاء أن يبدلوا لغتهم التشكيكية ، وأن يغيروا ما بأنفسهم تجاه الأردن وقيادته ، وأن يفهموا أن أدواتهم الموتورة تصيب الإنسان العربي بالهزيمة النفسية التي يسعى إعلام العدو إلى تكريسها ، فهل هم منتهون؟

 

Kh.darabseh@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد