صحيفة السوسنة الأردنية

بسـام العـوران

قرأت في صحيفة العرب اليوم في العدد الصادر في تاريخ 10/5/2009 حول استطلاع عن الشباب الاردني أجرته الصحفية مشيرة المعلا ، عن تاريخ الاردن وتم طرح 10اسئلة على 100 شاب وشابة ، وتبين ان الفراغ المعلوماتي -ان صح التعبير- لدى هؤلاء الشباب وقد ينسحب على الكثيرين من الشباب الاردني وخاصة الذين يجلسون على مقاعد الدراسة في المدارس والكليات والجامعات ويتخرجون خالين الوفاض ، همهم الوحيد هي (الكرتونة) أي الشهادة لانها جواز السفر للعثور على عمل بعد التخرج ، وهذا يقودنا الى ان مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا لديها خلل او نقص او تقصير في بث روح الانتماء لدى الطلبة ، وهذا الانتماء حتما يترجم بمعرفة القادة والنخب السياسية التي تداولت على المناصب العليا في بلدهم الاردن ، وعلى سبيل المثال ان لا يعرف الشباب اشهر رئيس وزراء في الاردن وهو المرحوم وصفي التل وهل استشهد في القاهرة ام في بلد آخر .

كذلك اجاباتهم على باقي الاسئلة لم تكن صحيحة بل كانت اجاباتهم معظمها خاطئة ، وليهم جهل بتاريخ بلدهم وهذه طامة كبرى لان الاجيال السابقة في الاردن كانت تفتخر ان لديها معلومات صحيحة عن وطنهم الاردن ، بالاضافة للبلدان العربية وحتى الاجنبية. مع ان العالم لم يكن قد اصبح قرية صغيرة بعد مثلما هو الآن.

وفي هذه الايام تستطيع بكبسة زر ان تعرف عن العالم كله بدوله وشعوبه ما ترغب من اية معلومة تريد الحصول عليها.

كيف يتم تجهيل أجيال الشباب وزعزعة الثقة بوطنهم فيضعف الانتماء ببلدهم ويصبح جمهور الشباب غير مكترث بالتاريخ وحتى الجغرافيا، وان يكون التركيز على التخرج والحصول على الشهادة بدون اكتساب المعرفة لينهل منها كلما دعت الحاجة الى ذلك.

فترى الشباب ينصب جل اهتمامهم بالحصول على الشهادة وتأتي الاهتمامات الاخرى باجهزة الخلوي والفضائيات وتبادل (المسجات) الرسائل والاغاني والعري والكباريهات على الخلوي . ومساهمة شركات الخلوي في نشر تلك الاشياء بالاضافة الى ان بعض الشباب لديهم الاستعداد النفسي لتقبل الامركة في الملابس والبنطال الساحل والشعر المنكوش والاطعمة الغربية وهمبرجرها .

انني أحمل المسؤولية ليس للشباب انفسهم فقط ، بل ايضا للمدرسين والمدرسات في المدارس والكليات والجامعات ، وكذلك لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ، وربما هناك بعض المدارس الخاصة التي لايرفع فيها العلم الاردني او لاتضع الاناشيد الوطنية الاردنية اثناء طابور الصباح .

فعلى الجهات الرسمية العمل على تثقيف الشباب الاردني على الانتماء الحقيقي لبلدهم الاردن .