العبادة في الاسلام

mainThumb

27-03-2010 06:23 PM

العبادة في الاسلام مفهومها ، وشروطها ، وانواعها حمزة شاهين *** ان الله عزوجل خلق الانس والجن لمقصد وهدف عظيم ، ويمثل ذلك في قوله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [ الذاريات : 56 ]. فالعبادة هي الغاية الحبوبه لله تعالى ، وهي غاية الوجود الانساتي . فما المقصود بالعبادة ؟ * العبادة في اللغة التذلل والخضوع والانقياد والطاعة .
وقد استعمل القران الكريم لفظ عبادة في كثير من الايات القرانية مثل (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) الشعراء :22. * مفهوم العبادة في الاصطلاح : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. ‏ ‎‎ فكل حياة الإنسان عبادة لله سبحانه وتعالى، فالإنسان عبد لله في المسجد والسوق والمنزل والعمل، وفي كل مكان. ‏ * والعبادة له معنيان ، عام وخاص : 1- المفهوم العام للعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. ‏
 والاحاسيس ، وكل عمل فيه خير ومصلحة شرعية ، اذ قصد صاحبها وجه الله تعالى ورضاه والتقرب اليه . فالعبادة في مفهومها العام تناول حياة المسلم في شؤونه كلها ، في سلوكه وعلاقاته ، وفق منهج الله تعالى ، فهي اسم جامع لكل ابواب الخير . فذكر الله تعالى ، والدعاء ، وصلة الارحام ، ومساعدة المحتاجين ، والسعي في طلب الرزق ، وطلب العلم ، وبر الوالدين ، وغير ذلك من افعال الخير كلها عبادة اذا قصد وجه الله تعالى . فالعبادة بهذا المفهوم تشمل جميع اعمال الخير التي يحبه الله ويرضاه .
 واذا التزم المسلم بهذه الافعال والاقوال سينال الاجر والثواب من الله عزوجل . 2- المفهوم الخاص للعبادة : هي مجموعة الفرائض والشرائع الدينية المحددة التي شرعها الله تعالى ، بقصد التقرب والتذلل اليه . فالعبادة بهذا المعنى مقصورة على الشعائر التعبدية فقط كالصلاة والصوم والزكاة والحج . وتعد العبادة بالمعنى الخاص هي عين الفريضة في الاسلام ، وهي اركان الدين التي لا يقوم الدين الا بها . * شروط العبادة:‏ ‎‎ لا تقبل العبادة إلا بشرطين: ‏ ‎‎ الأول: الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. ‏ ‎‎
قال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة: 5]. ‏ ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُوله فَهِجْرَتُه إِلَى الله ورَسُوله، ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) رواه البخاري. ‏ ‎‎ الثاني: أن تكون عبادته على وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فعبادته مردودة عليه غير مقبولة. ‏ ‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه. * أركان العبادة وأصولها: ‏ ‎‎ العبادة تقوم على أركان ثلاثة هي: المحبة، والرجاء، والخوف. ‏ 1. المحبة لله تعالى:‏ ‎‎ فهي أصل الإسلام، وهي التي تحدد صلة العبد بربه تبارك وتعالى، وهي نعمة لا يدركها إلا من ذاقها، وإذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً هائلاً عظيماً وفضلاَ غامراً جزيلاً، فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه وتعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها، ولا شبيه له، هو إنعام عظيم وفضل غامر جزيل أيضا. وقد تواردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بهذه المعاني، فقال الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } [مريم: 24]. ‏ 2. الرجاء:‏ ‎‎ تعريفه: هو الاستبشار بجود الرب تبارك وتعالى، ومطالعة كرمه وفضله والثقة به. ‏ ‎‎ الفرق بين الرجاء والتمني: أن الرجاء هو أن العبد يرجو ما عند الله عز وجل في الدار الآخرة، والرجاء لا يكون إلا مع العمل، فإذا كان بدون عمل فهو التمني المذموم، قال عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً } [الكهف: 110]. ‏ ‎‎ فالرجاء هو التمني المقرون بالعمل وفعل السبب، أما التمني فهو الرغبة المجردة عن العمل وبذل الأسباب. ‏ ‎‎ عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَل ) رواه مسلم. ‏ 3. الخوف:‏ ‎‎ فكما أن العبد يرجو ثواب الله ومغفرته، كذلك فهو يخاف الله ويخشاه، قال عز وجل: {فلا تخافوهم وخافون } [آل عمران: 175].‏ فمن اتخذ مع الله نداً يخافه فهو مشرك. ‏ * - أنواع العبادات من حيث تعلقها بالعباد:‏ ‎1. عبادات اعتقادية:‏ ‎‎ وهذه أساسها أن تعتقد أن الله هو الرب الواحد الأحد الذي ينفرد بالخلق والأمر وبيده الضر والنفع ولا يشفع عنده إلا بإذنه، ولا معبود بحق غيره. ‏ ومن ذلك أيضا: الاعتقاد والتصديق بما أخبر الله تعالى عنه، كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر. 2- عبادات قلبية:‏ مثل التوكل ، الخشية والخوف . 3. عبادات لفظية أو قولية:‏ ‎‎ وهي النطق بكلمة التوحيد، فمن اعتقدها ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله . 4. عبادات بدنية:‏ كالصلاة والركوع والسجود، والجهاد والحج . *** hamzasun1984@gmail.com محرر في جريدة اللواء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد