لا، للمساس بكرامة المعلم

mainThumb

29-03-2010 12:02 PM

كرامة المعلم هي فوق أيّ اعتبار وان كان قد حصل سوء الفهم أو عدم الإلمام بالكلمات عن التعبير حول وقف الاعتصامات، فان هيبة المعلم وكرامته هي بكرامة الشعب الأردني كاملا.
فلا يكاد أن يخلى بيت أردني بمهنة المعلم، كما ان هنالك بيوت جميع أفرادها هم أجزاء في العملية التربوية التعليمية،... حتما فلا يوجد بيت إلا وبه طلبة مدارس فلا احد يقبل التجريح او المساس بأنبل المهن لأنهم جزء منا ونحن جزء منهم فخروج وزير التربية بتصريحات تعتبر غريبة من نوعها على مجتمعنا الأردني ،فهو لم يمس بكرامة المعلم شيئا سوى وعظهم وإرشادهم على أن يبقوا القدوة الحسنة لتلاميذهم وان اعتبرها المعلمون والمعلمات أيضا بأنها تجريح لمشاعرهم وأحاسيسهم فمطالبتهم بالاعتذار من شخصية الوزير لهم، فلبي طلبهم واستجاب الوزير... واعتذر !

نحن في مجتمع عربي تسوده العادات والتقاليد ونلتزم بها ولا نخرج عن دائرة العرف فأحيانا تقود المركبة مسرعا وتتهور لتحدث كارثة مرورية وينجم عن الحادث وفاة ووفيات فتنتهي الكارثة بفنجان قهوة ليس برخص المتوفى ولكن احترام لعاداتنا وتقاليدنا والتزامنا بها ،نقبل الجاهات على امتداد أطيافها ولا نرفضها فلماذا لم نقبل جاهات خصوصا بعد الاعتذار الرسمي لوزير التربية !
جلالة الملك يؤكد ويوجه الحكومة على دعم المعلمين وتحسين العملية التعليمية ويؤكد جلالته بان المعلم هو أساس العملية التربوية ومحورها فضلا عن جهود جلالة الملكة رانيا العبد الله في دعم التعليم من خلال إطلاق العديد من المبادرات مثل "مدرستي" و"المعلم المتميز" وغيرها .
فالمعلم هو الأساس في العملية التربوية التعليمية ولولا جهوده المبذولة ليلا ونهارا لما وصل المهندس إلى مكتبه ولا الطبيب إلى عيادته ،فانتم معلمو الأجيال ولولاكم لما نبعت هذه الأجيال لمستقبل الأردن وان مطالبكم جميعها هي معروفة وليس بالطرق الغير مشروعة تطلب الحقوق، فالخلل بالواجبات يرفض إعطاء الحقوق .
كنت قد كتبت قبل أسبوع أو اقل قليلا مقالا بعنوان "عزيزي المعلم... نم قرير العين" استعرضت به خطا الوزير الفادح والذي اعترف بخطأه وقدم اعتذارا واضحا وشفافا كنت معتقدا بان الموضوع مسيسا وان المطالبة بنقابة غير مشروع دستوريا ولا قانونيا، فلا فضل بنقابة دون تحسين أوضاع المعلمين وإعطائهم الامتيازات الكافية ليقوموا بالتدريس بكل أمانة وإخلاص.

وقد كتبت بجمل ساخرة كما تعلمت من "ندوات الكتابة الساخرة" عن أوضاع المعلمين في المدارس وبعض ممارساتهم الخاطئة ولم اقصد معلم أو فئة بحد ذاتها فهنالك قلة قليلة في مدارس الشمال والوسط والجنوب هدفها ليس التدريس ولكن هدفها شيء آخر ولا اقصد المساس بهيبة المعلم فلولا جهوده لما تعلمنا هذه الكتابات ولا اكتسبنا طرق الحديث والتعامل مع الآخرين.
فلو التفتنا يمينا وشمالا كما نلتفت عند السير بالمركبة قبل أن نعتصم ونضرب عن إعطاء الحصص وسألنا سؤالا من هم المتضررون من الاعتصامات ومن هم الذين سيدفعون الثمن...حقا، إنهم أبنائنا في مدارس قرانا وألويتنا المعروفة ب"الأقل حظا" فلم يتضرر أبناء الشميساني وأبناء عمان الغربية فالمتضررون هم أبناء الكرك ومادبا وغيرها.
المتضررون هم من فئة "طلبة التوجيهي" واحدهم يدلي بأنه شرد خلال الأيام الماضية خلال اعتصامات المعلمين وجوبهم في الشوارع معبرين عن استيائهم الشديد من وزير التربية ومطالبين بحقوقهم فيتساءل لماذا لا يعتصم المعلمون بعد الدوام الرسمي ولماذا لا يعتصموا أيام العطل ؟؟
طلبنا باعتذار الوزير...، فاعتذر فلا حق لنا أن نطالب باستقالته كونه عين بإرادة ملكية سامية فالاستقالة ترجع إلى دائرة صنع القرار للبت في أمرها.

rezegrak@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد