البكاء

mainThumb

30-03-2010 06:00 AM

البكاء من خشية الله عزوجل حمزة شاهين البكاء عند التلاوة والذكر صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى :(إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) سورة الإسراء 107.
قال القرطبي -رحمه الله -:" قوله تعالى:"ويخرون للأذقان يبكون"هذه مبالغة في وصفهم ومدح لهم وحق لكل من توسم بالعلم وحصل منه شيئا أن يصل الى هذه المرتبة فيخشع عند استماع القرآن ويخضع ويتذل قال وفي الآية دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو على معصيته في دين الله وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها ". * معنى البكاء وأنواعه قال الراغب:بكى يبكي بكاء فالبكاء بالمد : سيلان الدمع عن حزن وعويل. * أنواع البكاء: قال ابن القيم -رحمه الله- البكاء أنواع: الأول: بكاء الرحمة والرقة. الثاني: بكاء الخوف والخشية . الثالث:بكاء المحبة والشوق. الرابع:بكاء الفرح والسرور.
الخامس:بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله. السادس:بكاء الحزن0 * والفرق بين بكاء الحزن وبين بكاء الخوف :أن بكاء الحزن يكون على ما مضى وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل والفرق بين بكاء الفرح وبكاء الحزن: أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن حارة والقلب حزين. السابع:بكاء الخوف والضعف. الثامن:بكاء النفاق وهو أن تدمع العين والقلب قاس فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا. التاسع:البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة. العاشر:بكاء الموافقة وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون ولكن يراهم يبكون فيبكي.
* أنواع التباكي: 1-تباكي محمود. 2-تباكي مذموم. فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب الخشية الله لا للرياء والسمعة قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ( وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسرى بدر: أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ لان وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال بعض السلف:" ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا". وأما المذموم: فهو أن يبكي لأجل الخلق . وكم نرى ونسمع من يتباكى لأجل مصلحة مادية أو لأجل الرياء والسمعة.
 *بكاؤه صلى الله عليه وسلم : كان بكاؤه( من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تمهلا ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية. قال ابن مسعود رضي الله عنه :قال رسول الله ":( إقرأ علي :فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال نعم إني أحب أن أسمعه من غيري.فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان ".
 * بكاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه : روى البخاري بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- قالت :إن رسول الله ( قال في مرضه : مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة :قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس فقالت عائشة :فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله( :مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ماكنت لأصيب منك خيرا. وفي رواية قالت عائشة إنه رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء وفي رواية فقيل له أي للنبي( إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس.
 * عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كان للقرآن موقع عظيم في حياة عمر فقد أسلم عندما سمع آيات من سورة طه فكان إسلامه عزا للإسلام والمسلمين وكم سمعنا بأخبار قوته وشدته في دين الله وغيرته على حرمات الله وعن زهده وورعه وعن عدله وتواضعه . أما عن حاله مع القرآن فلا تسأل عنها فقد كان وقافا عند آياته بكاءا عند تلاوته سريعا في استحضارها معظما لشأنها وإليك شيئا مما أثر عنه . عن عبدا لله بن شداد قال:سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى بلغ (إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله) يوسف:86 . وبكى حتى سالت دموعه * فضل البكاء من خشية الله وثمراته : 1. الباكون من خشية الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: قال رسول الله(: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه). فيوم يشتد الكرب على الخلق، وتدنو الشمس من الرءوس، ويغرق الناس في عرقهم، يكون الباكون من خشية الله ضمن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. 2. الباكون من خشية الله لا يدخلون النار، بل ولا تمسهم: قال رسول الله(: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضّرْع). وقال رسول الله(: (عينان لا تمسهما النار..)، وذكر منهما: (عين بكت من خشية الله). 3. الباكون من خشية الله يفوزون بحب الله تعالى لهم. 4. الباكون من خشية الله يفوزون بشجرة طوبى في الجنة: قال رسول الله(: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته). 5. الباكون من خشية الله يفوزون بكونهم طائعين للنبي صلى الله عليه وسلم في أمره بالبكاء: سأل أحد الصحابة رسول الله فقال: يا رسول الله ما النجاة؟، قال: (أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك). فمن امتثل هذا الأمر فاز بشرف طاعة النبي. 6. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه: وأنعم به من شرف فقد كان من هدي النبي والصحابة من بعده البكاء من خشية الله . 7. الباكون من خشية الله يحظون بالاقتداء بالأنبياء الذين أنعم الله عليهم: قال تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) سورة مريم 85. جريدة اللواء hamzasun@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد