من المقصّر

mainThumb

05-04-2010 12:05 AM

 كل أنسان يرى أنه هو الأفضل من غيره؛ وندّعي الكمال في شؤون كثيرة من الحياة؛ وبأن التقصير أعجز من أن يطالنا أو يصلنا؛ ونلصق هذه التهمة بغيرنا ونبريْ منها أنفسنا.


في الحديث عن الصدق فأن الجميع يتغنون بالصدق وينبذون الكذب بكل أشكاله وصوره وأسبابه.


وعند الحديث عن الأمانة فأننا كذلك الأمناء؛ نقطر بالأمانة ولا ندع مجالا للشك بأمانتنا ونزاهتنا بأية صورة من الصور.


وعندما يتحدث البعض عن الأنتماء فأن الأنتماء يتجسد فينا ولا ينبغي أن يكون لأحد غيرنا.


واذا ما ذكر الفساد والواسطة والمحسوبية؛ ننبري للدفاع بشراسة عن أننا ضد كل هذه المفردات القميئة وبأننا لا نؤمن بهذه الكلمات وأننا محصّنون ضدها ولا ندع مجالا لمثل هذه الأمراض بأن تصيب أجسامنا.


وعندما نريد أن نتحدث عن حرية الرأي والتعبير وقبول الرأي الآخر فأننا نتحول الى خطباء مفوّهين نلقي بالخطب العصماء التي تجسّد التصاق هذه الصفات بنا وأن هذه الأمور في حياتنا منهج حياة.


وعند الحديث عن احترام القانون كقانون السير مثلا ندّعي جميعا بأننا ملتزمون بكل بند من بنود القانون.


كل المفردات والصفات الأيجابية؛ وكل صفة محمودة هي في صميم ما ندعيه لأنفسنا؛ وكل ما هو مذموم نتبرأ منه ولا نحاول أن نعترف مرة واحدة بأننا نشكو من أعراض هذه الصفة السلبية أو تلك.


هل رأى أو سمع أو قرأ أحد أن فلانا يعترف مرة واحدة بأنه كاذب مثلا؛ وبأن فلانا مع الفساد ..الخ


ما دمنا جميعا نتغنى بالكمال في صفاتنا الحميدة ونبذنا لكل صفة ذميمة؛ فمن أين يأتي هؤلاء الذين يتصفون بصفات غير مرغوبة في مجتمعنا؛ مع ملاحظة أنني أبريء نفسي عندما أقول من أين يأتي كل هؤلاء؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد