وضع المطب غير المناسب في المكان غير المناسب !

وضع المطب غير  المناسب  في المكان غير المناسب !

07-04-2010 08:27 AM

إلى متى ... مديرية أشغال الزرقاء غائبة ؟

منذ أكثر من سنتين ، وأهالي قرية الميدان – فوق مدرسة الذكور - يطالبون بمطب في أول القرية أمام بقالة الأمانة ، إذ اعتذرت بلدية بيرين عن صناعة المطب – العملاق – مرجعة السبب إلى أن هذا الشارع الرئيسي من اختصاص مديرية الأشغال في الزرقاء ، وهي البلدية التي ندعمها  و تعرف مالها وتتنكر ما عليها ، خاصة لأبناء القرى البعيدة عن المركز – بيرين -  .
أما مديرية الأشغال فقامت مشكورة قبل ما يزيد على ثلاث سنوات بالكشف على الشارع الذي يقسم القرية نصفين ، وفعلت مشكورة ما عليها من واجب إذ قامت مشكورة مرة ثالثة بقسيم المطبات على المتنفذين في القرية ، بحيث حصلت بعض العائلات على أربعة مطبات على واجهة لا تزيد على النصف كيلو متر، وأذكر يومها ، وبعد أن غادرت سيارة الأشغال تاركة المواقع التي هي بحاجة إلى مثل هذه المطبات ، والتي لا تعني بأي حال من الأحوال أي صورة للوجاهة أو التتنفذ ، أو الإرضاء ، وإنما هي لخدمة المواطن والحفاظ على الأرواح والممتلكات  ، فقد أقدم من المواطنين الذين يعرفهم عطوفة مدير الأشغال وقتها ، وأرجع السيارة ليصنع أمام بيته مطبا ، لتصبح المطبات في القرية أكثر من ستة مطبات في أقل من ألف أربعمئة متر ، أي أمام كل بيت مطب ، وتركت مديرية الأشغال مشكورة للمرة الرابعة أخطر الأمكنة على الأطفال الذين يقطعون الشارع باتجاه البقالة ، وهي على منعطف خطير ، وانحدار أيضا ، ومع وجود الأشجار المحيطة بالطريق أصبح الشارع غير مكشوف للسائقين ، والذين ينزلون كالبرق وسط البيوت ، ومن بين مسير الأطفال ، غير آبهين للسرعة والمسؤولية .
وفي كل عام يتم في أول القرية حادث يتدخل القدر في أن يمر بسلام ، وأمس فقط وفي المكان الذي يريد أبناء الحي تسميته منذ اليوم  مطب الفقراء  ، أو مطب مديرية أشغال الزرقاء الذي لم يكن ، إذ ضربت سيارة طفلة تريد شراء العصير أو البسكويت من البقالة ، فإلى متى تغيب مديرة أشغال الزرقاء عنا ؟
نحن لا نريد معجزة لا يمكن أن تكون ، ولا نريد أمرا فوق طاقة مديرية الأشغال ، نريد اليوم فقط أن يخرج مدير الأشغال الجديد من مكتبه – مع كل الاحترام والتقدير له – وأنا لا أعرف اسمه ، إلى قرية الميدان ، ويرى بأم عينيه كيف توزعت المطبات بلا دراسة هندسية ، ولا مسؤولية ، ولا أهمية ، ويرى أيضا كيف ترك المكان الأهم لوضع المطب ، وعندئذ يقرر بنفسه ما يمليه عليه ضميره ، وروح المسؤولية وخدمة المواطن لا خدمة مصالح بعض المواطننيين ، وأرجو أن لا تغيب مديرية الأشغال عنا كثيرا ، ولنقلد جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله – في الخروج إلى مختلف الأمكنة ، وتلمس حاجة المواطن عن قرب ، لا عن بعد أو بالهاتف النقال ، أو بعد حين .
 فحادث أمس نتج عنه جروح مختلفة في الرأس ، وأصبحت الطفلة المسكينة في عزلة عن أترابها من الأطفال الذين تملكهم الرعب ، وقد تألمت كثيرا وهي تقطع مشوار الألف ميل من الميدان إلى المستشفى في الزرقاء ، وهي المسافة التي تصل إلى أربعين كيلو مترا .
 فلا تطيل الغياب مديرية الأشغال  إلى أن ينتج وفيات في المستقبل لا قدر الله ، وستكون  إن بقيت الأمور على ما هي عليه ، وضع المطب غير  المناسب  في المكان غير المناسب !
 

• بقلم : ظاهر محمد الزواهرة 
•  طالب دكتوراه ، اللغة العربية وآدابها ، الجامعة الأردنية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد