أحلام "مهاجر" في سماء الوطن
إنهم مغتربون... يتهامسون ... يضحكون تارة ويبكون أخرى .. في نادٍ هنا أو تجمعٍ هناك ... ثم يأخذهم الصمت .. ولا زلتُ كما كنتُ من أمسي ...أعيش على ذات الأمل ...وأحلم نفس الحلم ... كل ربيع وأنت ربيع القلب يا وطن ... كل ربيع وأنت ربيع الروح يا أردن .... كان الشاعر يترنم بمعزوفته ... "الشمس تؤذن بالغياب والراحلون إلى إياب" ... والراحلون إلى ... إياب ... إلا أنا أدمنت العقوق وأدمنت التشرد والنفي ... لا بأس .. لست وحدي ... وبررت الرحيل بالمركب والسفينة والشراع والموج ... والسياسة ...و ... و ... وظلمهم... كلا يا وطني خانتني عبارتي، فما أنا بمن يتقن العقوق... "كان الوداع ابتسامات مبللة بالدمع حيناً وبالتذكار أحياناً" ... وكان دمعي وسهدي ... وكان وكان ... منذ يوم الرحيل .. ليلة النفي والإبعاد ...
قبل ما يزيد على عقدين من الزمان ، قبل ما يزيد على دهر بكل ما فيه من الألم والحزن ... والحب ... والصراع ... صراع الفناء ... صراع الفناء...!! هل تصدقون ...؟! في هذا الكون ، يجري بين الوحوش الضارية صراع أسميناه "صراع البقاء" ... وفي أوطاننا وبين الأهل أسميناه صراع الفناء ... نتصارع لكي نفنى جميعنا.. المنتصر والمهزوم !!! حِكَم ... أليس كذلك ...؟! هل تصدقني في هذه يا وطني ؟ عند كل الأمم وفي أعرافها، ليس هناك إلا أمتنا تؤرخ بتاريخين ، أتدري لماذا أيها الوطن الأحب ؟ ليتضاعف الألم ، ويتضاعف الفرح ، ويتأجج الشوق ... فكلما مررنا بذكرى ... مررنا بها مرتين ، مرة بتاريخنا الذي يخصنا وأخرى بموعدها الذي أتتنا فيه وبتاريخ أهل الأرض من غير ملتنا... إيه يا أردن .. بحلوك ومرّك ... ما بيننا حديث يمتد عبر كل هذه المحيطات التي تباعدنا ... واشجان وصل يشاغلها الموج وتنثرها الريح العاصفة، فتهدأ ثم تهيج ... ثم ترتاح على صدر موجة عابرة نحو الشرق ... تنحني أمام قداستك وكبريائك ...
بالله إن لامست شاطئك اليتيم، اقبلها وقبلها، إنها تحمل حباً نكنه لك ولأهلك الطيبين، لا نفاق فيه ، وشوقاً لا يكاد يعدله شوق في هذا الكون ... ايه يا أردن ، صدقني ، حينما أحدثك تكون في روحي استثناءاً ، فلست أعني بحديثي لك وعنك الذين أتونا من كوكب مغيب في ظلمات هذا الكون ... أحدثك يا وطني بكل ما فيك ومن فيك ... إلا الغرباء .... أناجيك يا أردن تارة بصورة أبي الجندي الوفي الذي ما فرط في عشقك يوماً، فكان لا يرضى أن يبرحك حتى للقاء ابنائه في المنفى خشية أن تأتيه المنية على ثرىً غير ثراك ، وحينما حثه الشوق وساقه الحنين وأراد السفر ... باغتته منيته قبل أيام قلائل من رحلته للقاء أبنائه ... فمات حلمُ قبلة كنت آمل أن أطبعها على يده التي أعطت وما امتدت لتأخذ في يوم من الأيام ... أعطت للوطن ، للأرض ، للإنسان على ثراه ... وأهدتني كل شيء ... بكل انحناءة وقبلة مضت ، حتى القبلة الأخيرة التي وشمتها على تلك اليد المتوضئة قبل الهروب لتكون الأخيرة ... ولم أعلم حينها أنها لن تتكرر ...
كنت أحلم أن أقبلها وأطلب منه الرضا بعد أن صرت أباً وعرفت ما يكون من مشاعر الآباء حينما يغيب عنهم فلذات أكبادهم ... لقد مات الحلم ولم يغادر أبي ثراك لأراه ... أتدري لماذا يا أردن؟ لأن أبي أحبك ...!! فابيت عليه الرحيل ، فلا تفيض روحه إلى ربها إلا من بوابة سمائك ...هكذا يكون الحب .. وهكذا يتبادل الأحبة الولاء ... أحاكيك يا وطني بصور الفلاحين عبروا حقولهم يحملون المنجل لحصاد القمح ، ثم استظلوا تحت زيتونة عمّرت وطالت بها السنون حتى بدت وكأنها نشأت بنشأة تلك الأرض، فتراهم يستظلون بها، ينتظرون حصاد العمر الذي لم يأتهم بعد ... هجر بعضهم ورحلوا بعد ما طال انتظارهم ، فسكنت أرضهم الغربان تنعيهم وتنعيها ... ومن بقي منهم ولا زال يسقي الأرض بعرقه ... صار نسياً منسيّاً إلا من حنانك وعطفك ... أحاكيك يا وطني بصورهم العالقة بمخيلتي قبل الرحيل ... وقبل أن تفرض الغربة علينا شروطها من نسيان وضياع وهموم. حديثي إليك اليوم ، للبدو لا يزالون يجوبون صحراءك الجميلة بسفينتهم التي أنعم بها عليهم ربهم الذي خلقهم ورزقهم ، لكن سلبهم متعتها ربهم على الأرض ... رب يعطي سبحانه !! ورب يحرمهم العطاء .. ويحه ... لا يستويان ... لا اله الا أنت يا الله سبحانك !! خلّصنا من أرباب الأرض كلهم ... لك الأمر من قبل ومن بعد...
أناجيك أيها الوطن الحبيب بتلك البيوت المرصوفة على جوانب شوارعنا الضيقة أسميناها "مخيمات" ... ينتظر سكانها العودة إلى بياراتهم وحقولهم ... إلى جناتهم منذ عقود، أستحلفك يا وطني ... هل مازالت أزقة تلك المخيمات رملية طينية موحلة ؟ وهل لا يزال أهلها يعانون الفقر والقهر لنثبت للعالم حق العودة ؟ ألا يكون حق العودة بإكرام نزلهم؟ حنانيك يا وطن ... قالها نبينا من قبل ... "تآخوا في الله أخوين أخوين" ... حق العودة لا تنقصه رفاهية العيش ، أوليس هو حق ؟ لكن هل هناك من يعيش رفاهية في ظل هذه الظروف ...؟ لا بأس، فمادام الوطن يظلل أهله يبقى الناس بخير ... حتى وإن قست عليهم الأيام ... في كل يوم مناجاة يلهبها ما في قلوبنا من شوق ، للأردن ، للبحر اليتيم ، لجبال السلط وعمان وعجلون، لأزقة مدينتنا "الزرقاء" ، لكبرياء الكرك وعنفوان الطفيلة ، ولبرد "معان" الذي اختلط بجسدي قبيل الهجرة حينما ذهبت أحيي ربوع الوطن من جنوبه إلى شماله برفقة أبي ... لمخيماتك التي صارت معلماً من معالم الإخاء والوفاء ، لجرش وللأعمدة السامقة في شوارعها القديمة ، ولإربد التي لا تزال خضراء بقلوب أهلها الطيبين ، لامتداد الصحراء وسفينتها العريقة، ولكل شبر من ربوعك حنّ علينا ذات مرة أو نالنا بقسوته ، لكل نسائمك العطرة تهب جنوبية شمالية أو شرقية ، للأزرق والمفرق و"أم كيس" ، لـ"طبقة فحل" وللبتراء الوردية ،
لكل سماء تظللك وكل غمامة أمطرتنا وأغاثتنا تروي عطشنا وثراك وقبر أبي وكل أقرانه الأوفياء ... لكل ما فيك ومن فيك ... إلا الغرباء ، تجار البشر، ومصاصي الدماء ... فكلك طاهر إلا هم ، وكل ما فيك نحبه إلا هؤلاء ، وكل ما فينا لك ومن أجلك ... ايه يا وطني .. كثيرة هي الأحلام التي لا تتحقق ... فهل ستخالف الأيام سنتها ويتحقق حلمي وأراك ... أم سيموت هذا الحلم، لأنني أحبك كأبي والفلاحين والكادحين وكل الأوفياء الذين ماتت أحلامهم قبل تحققها؟ أحاكيك اليوم يا وطني بعد هذه السنون التي مضت في المنفى... إحدى وعشرون سنة .. لا أكاد أصدق هذا ... كلها مضت بمرها ومرها ... وأتساءل بعد هذا ... ماذا بقي من العمر؟ وتشجيني فيروز برائعتها ... وكما قلت من قبل "الدمعة للدمعة ابتسامة" ... تشجيني فيروز وهي تغني ... أمس انتهينا فلا كنا ولا كانا ..... يا صاحب الوعد خلي الوعد نسيانا طاف النعاس على ماضيك و أرتحلت..... حدائق العمر بكياُ فأهدأ الآن كان الوداع أبتسامات مبللة ..... بالدمع حينا وبالتذكار أحيانا حتى الهدايا و كانت كل ثروتنا .... ليل الوداع نسيناها هدايانا شريط شعر عبيق الضوء محرمة ..... و نجمة سقطت من غصن لقيانا أسلمتها لرياح الأرض تحملها ..... حين الهبوب فلا أدركت شطآنا يا رحلة في مدى النسيان موجعة ....
ما كان أغنى الهوى عنها و أغنانا أيه يا وطني ... أذكرك قبيل كل صيف وحينما يخضر لوزك ويحمر دحنونك ... أذكرك كلما هب نسيم نحو مجدك ... أتراني أجد سلوتي بلقاء على ثراك ... ثم أذهب أغني مع فيروز بصوتي المتهدج ... أمس انتهينا فلا كنا ولا كانا .... يا صاحب الوعد خلي الوعد نسيانا .... لا ...لا .... بالله لا تفعل ... فلازلت أذكر كل من أحببتهم ولازلت أحبهم... الأردن بكل ما فيه ... أبي وأمي وكل أهله ... أهلي وثراه الطهور وكلّ شيء ... وأنتِ ... أجل ... أنت أيتها الياسمينة .... ولازلت أحلم باللقاء ....
ارتفاع سعر أونصة الفضة يتجاوز 100% منذ مطلع 2025
التنمية تعلن حل 66 جمعية .. أسماء
مصر تهزم زيمبابوي في افتتاح مشوارها بكأس أمم أفريقيا 2025
الداخلية السورية: قسد نفذت اعتداءات ممنهجة على أحياء حلب ومشفى الرازي
وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو الرحيل
تراجع مبيعات العقار 13% .. ومطالب بتخفيض فوائد القروض السكنية
بحبح: حماس مستعدة للتفاوض حول نزع السلاح
نواب: قانون المعاملات الإلكترونية الجديد يلغي الاستثناءات
ممداني يشجّع أسود الأطلس وسط الجالية المغربية
قصي خولي ينهمر في البكاء .. ما السبب
إيمي سمير غانم تثير الجدل: لو حسن الرداد تزوج غيري من حقه
قيادة أركان الجيش السوري تأمر بوقف استهداف مصادر نيران قوات "قسد"
مهاجم زامبيا يسقط على رقبته بعد هدف قاتل في كأس أمم افريقيا
الحسين إربد يتعاقد مع البرازيلي ني فرانكو مديرا فنيا للفريق الأول
نتنياهو: إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية


