صحيفة السوسنة الأردنية

1- دخل جلالة المغفور له- باذن الله تعالى- الملك الحسين على قاعة الصحفيين والكتّاب، في اجتماع عام ، وتلفت يمينا وشمالا ، قائلا :" اين مؤنس الرزاز !!" ، عاد مؤنس الرزاز بعد ذلك للكتابة بعد ان وصله طارق جلالة الملك ذلك الحين وكان قد قرر مقاطعة الاعلام كله والتوقف عن الكتابة ، بعد هزيمة العراق في حرب الخليج الثانية ، و الموقف المهين للدول العربية التي ايدت الحصار المرير الجشع على شعب باكمله ، كان مؤنس قد سبق قرار المقاطعة برفض جائزة اعتبارية قدرا وقيمة ،احتجاجا على موقف الدولة الخليجية الشقيقة من السقوط العربي في ذلك الحين...! !!
 


-2- لست مضطرا للاسهاب في الخروج عن النص ، بهذه المقدمة الغريبة اليوم للحديث مرة اخرى عن قانون الضمان الاجتماعي الجديد ، فالحديث يغني عن التوضيح ، والحال بين يدي المثقفين ، لا يمكن ان تقبض الشرطة الجنائية على حرامي متلبس في جرم ، فيقول بعد ان يمثل للعدالة انا انقذتكم من كارثة عظيمة لان هذا المال الذي سرقته كان سيجر على اهل البيت مصائب اعظم بكثير مما اقدمت عليه..!



-3- رسالة خاصة الى السيد عمر الرزاز الاكرم.. تحية وبعد.. "يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ" اتى قانون الضمان الاجتماعي فسلب اكثر المشتركين حقوقا مكتسبة ، ونفهم ويفهم الاردنيون ان ذلك جاء استحقاقا لظروف اكبر من ان ناتي فنتحدث عنه ، لك ان تسأل الاستاذ الفانك او الاستاذ العناني او السادة محرري الصفحات الاقتصادية والمستشارين من بين يديك ، الذي يقبضون من ودائع المساهمين في الضمان..! لكن ان تخرج كل حين وعبر التلفزيون وعبر صحف الضمان الاجتماعي التي رفضت حتى ان تضيف تعليقات المتضررين من القانون واوعزت الى رؤوساء التحرير بذلك ، تخرج فتجمل وجه القانون الذي تقبلناه رغم انوفنا كاستحقاق لا بد ان يفرض علينا جميعا ضريبة الوضع الراهن ، تخرج فتقول انك حميت اجيالا قادمة ، فيما تضررت اجيال قائمة ، لا يمكن ان يتقبل هذا يا سيدي الدكتور الكريم ، مئات الالاف من المتضررين سكتوا ، فلا تستخف بعقولهم وهم يتقبلون الامر بحاله ، لا يمكن للذي كان متغربا عشرين سنة ينتظر ان يتقاعد بعد سنتين ان تقول له انك خدمته ، والقانون حرمه من التقاعد ، اذ يعود للبلد و لم ينهِ شروط القانون الجديد ،



لا يمكن للذي جالد عشرين عاما في القطاع الخاص بكل الضغط النفسي ان تقول له انك حميته اذ فرضت عليه ان لا يتقاعد الا بعد كذا وكذا ، لا تشبعنا بحديث ينظر له كل المتضررين على نحو (هراء) ، لا تتفضل علينا بالحديث عن ضمان ربات البيوت وضمان الطلاب ، لا تترك الجذور لتحدثنا عن الورق ، لقد اتى القانون الجديد على حقوق العباد باموال العباد ، نرجوك ان تتوقف فقط عن تجميل القانون والمتضررين من حولك يضحكون قليلا ويبكون كثيرا وقد مسهم واهلهم الضر ، وانت والمؤسسة باكملها والحديث عن المكتسبات لا تتصدق على الناس ولا توف لهم الكيل ، وهذه اموالهم التي ادخروها للزمان ، فكل من يعمل بمؤسسة الضمان ويتقاضى راتبا (خارقا ) للاعراف الاردنية الرسمية ، هو في النهاية يتقاضى راتبا من اموال العباد ، وليس هو الذي يمتن عليها سيدي المدير العام..!
 


-4- نقول : كل الذي صار وتضررنا من اجله مقبول في ظروف استثنائية صعبة يمر بها البلد ونقف نحن ابناء البلد اول من يقف مع البلد لكننا لا نقبل باي حال ان يتم الاستخفاف بنا وبمصائبنا ، فلا الذي اتى عليها تصدق علينا ، ولا الذي يجمل وجه مصائبنا " اوفى " الكيل ولا حتى اوفانا ما ترتضيه عقولنا ..!